نـعـل بالشــآم

لو أستطيع لكنت نعلا في الشآمْ
أختال مزهوا برجل مجاهد فوق الغمامْ
و أوزع القبلات
ما بين الثرى و الرجل أزكى من أزاهير الخزامْ
 
لو أستطيع لكنت منديلا أقبّل كف ثكلى
و أرشف من ورود الخد أدمعها السجامْ
أو كنت قنديلا أسامر ليل عاشقة
تخبئ دمعها خلف الظلامْ
 
لو أستطيع لكنت في الشام الحبيبة تربة
لأعانق الشهدا
و أضم طفلا ما درى أن الرصاصة حين صادفها بدربه
لم تكن حيرى تلاعب صحبها غميضة
يا ويح أمه..
حين خبأها بقلبه ثم نامْ
 
لو أستطيع لكنت ثَم غمامة
أسقى زهور الياسمين تكفن القتلى الكرامْ
أو كنت سنبلة أخبئ في الحطام لهم
غدا فرح الحمامْ
أو غصن زيتون أظلّل صامدا في أرضه
يأبى لنسله أن يقضّوا الدهر شعبا من خيامْ
 
لو أستطيع لكنت متراسا أرد عن الأحبة
بعض ما تلقي أحابيل المدرع بالظلامة و الظلامْ
 
أو كنت ثم ضمادة في زند مجروح
لأصنع من دماه تميمة حمراءَ تشفع في دمي يوم المقامْ
لو أستطيع هناك كنت رصاصة
كي أستقر بقلب ظالمهم و أوذن بالسلامْ
 
..
 
لو أستطيع منحت عمري للشهيد
لكي أرى بعيون طفلته دموع الإبتسامْ