... سَأشْقي كَثِيْرا - محمد عبد ربه طه

أرَانِي سَأشْقي كثِيراً .. كَثِيرا ً
بِقَلبِي الضَّعِيِفْ ..!!
وتَنْهَارُ فَوْقِي ظِلالُ الأمَانِي
وأفْقِدُ لَحْنِي وصَفْوَ الزِّمَانِ
وفي اللَّيْلِ وحْدِي
أُعَاقِرُ خَوفِي
وألمَحُ أوْرَاقَ عُمْرِي تَضِيْعُ
فَقَدْ جَاءَ بَعْدَ الخَرِيفِ الخَرِيفْ
سَأشْقي كَثِيراً .. كَثِيِرَاً لأنِّي
توَغَّلَتُ في بَحْرِ عَيْنيكِ يَوْمَاً
ويَمَّمْتُ شَطْرَ الحُصُونِ العَوَالِي
وأوهَمتُ قَلبِي بِبَعْضِ التَّمَنِّي
بأنِّي سَأَغْدُو عَلَيهَا الأَمِيرْ
وأنِّي سَأَملكُ مِفْتَاحَ سَعْدِي
وأمْلكُ قَلْبَ الحَبِيْبِ الأثِيرْ
وتَشْتَاقُ نَفْسِي
لِقُرْبِ التَّلاقِي
وأسْمَعُ صَوْتَ احْتِدَامِ التَّمَنِّي
بِكُلِّ الرَّجَاءِ الذِي يَحْتَوِينِي
ونَقْرُ الدّفُوْفِ ..
وعُرْسٌ يُقَامُ
وصَفْو الْلَّيَالِي وَأَيَّامُ أُنْسِي
وإِكْلِيلُ تَاجِ الأمِيْرَةِ يَأتِي
فعِنْدَ انْبِلاجِ الصَّبَاحِ الجَمِيْلِ
وبَعْدَ انْحِسَارِ انْتِظَارِيِ الطَّوِيْلِ
ولَهْفَي عَلَيْكِ
سَيَجْمَعُ بَينَ القُلُوْبِ الرَّبِيعْ
ونَمْضِي نُغَنِّي ..
وأوْرَاقُ عُمْرِي
بِلَوْنِ اخْضِرَارِ النَّسِيْمِ المُصَفَّي
تَزُفُّ إِلَي الغُصْنِ زهْرِي البَدِيعْ
وشَهْدُ الخدُوْدِ الَّتي أسْكَرَتْنِي
وبُوْحُ النَّسِيْمِ وتَغْرِيدُ قَلْبِي
هُنَالِكَ سَوْفَ تَجِيءُ الأَمِيرَهْ
وفَوْقَ الجبِيْنِ النَّدِيِّ الوَضِيءِ
سَأَصْنَعُ مِنْ طِيْبِ أَحْلامِيِ تَاجاً
لتَبْقَي أَمِيْرَةَ قَلْبِي الْبَرِيءِ
ولكِنَّ لحْظَيْكِ سَهْمٌ رَمَانِي
وفي عُمْقِ قَلْبِي الضَّعِيِفِ اسْتَقَرْ
وحِرْتُ لأَمْرِ الصُّدُوْدِ العَجِيْبِ
وهَذَا الجُمُود الذِي يَعْتَرِيكِ
وأَصْبَحَتُ وَحْدِي
فأَيْنَ المَفَرّ ؟
فَكُلُّ الجُمُوْعِ التِي أيَّدْتَنِي
تَوَارَتْ..
طَوَتْهَا الحُصُونُ المَنِيعَه
وقَلْبِي الوَلِيد الَذِي قَدْ وَهَبْتُ
إلَيْكِ طَوَتْهُ ظِلالُ المَشِيبِ
سَأشْقي كَثِيِرَا لأَنِّي هَوَيْتُ
شُعَاعَ العُيُوْنِ
وأَخْشَى اقْتِرَابِي
وأَعْشَقُ تِرْحَالَ رُوْحِي لَدَيْكِ
وقَرُبَ اللِّقَاءِ
وأكْرَهُ لَهْفَ اشْتِيَاقِي إِلَيْكِ
وقَهْرَ اغْتِرَابي
وهَذَا الصُّدُوْد
وَكُلَّ الحُدُوْدِ الَتِي أَبْعَدَتْنِي
وقَلْبِي الِمُكَبَّل في إصْبَعَيْكِ
وبَينَ الجفُونِ الَتِي جَرَحَتْنِي
سَأشْقي كَثِيرا .. كَثِيرا .. كَثِيرا
لأَنِّي أُحِبُّكْ
 
...
22/4/1995
© 2024 - موقع الشعر