كـنْ سـاحـلـيــًا - حصة مهنا البوعينين

مثلُ يدي
تمسّكَ مسَّ الورودِ
لأغصانٍ على وهج النهار
هكذا الأوراق تخضّل
إذا اجتاحك فكرٌ
و مع الماء تقاسيم القصيدة
خذ بيدي اغرف بها المعنى
إنْ تقترب منك لا تملكُ أنْ تنأى
و ابن للماء طريقا
و إلى الغور بعيدًا
ربما نادى مع الأوتار صلدٌ
ودعا باسمكَ للقادم وعدٌ
إن لمستَ الصخرَ ، ينداحُ قراحا
كن بقرب الحرف
كنّي
و إذا جئتَ
فكنْ أنتَ بماء البئر
أو ماء السماءِ
و أمطرني
غيثكَ الحرفُ و أصداءُ حداة
عبروا التلّ و مروا بالنخيلْ
صاهروا البحرَ على ليلة عشق
حفظوا كل الأهازيج
و ناموا في دثار للحكايا
جرحوا صوت المغنّي
نصبوا الخيمة في الملح
وعادوا للرحيل
فكنْ أنتَ كل الزهو
كنْ رقصة الماء
على أجساد هذا الزهر
كن بأنفاس الخزامى
كن ضحكة الّنوَرِ إذا لاح الربيع
واقترب
أو كنْ كما يعرج الصقرُ إلى الغيمة
في شأنٍ مع النجم رفيع
كن وبَرَ القلب
إذا ما ارتجّت الأكتافُ
و الريحُ على الدنيا صقيع
كنْ أنا
كنْ ساحليا كعهدي بالضفاف
أكون بلا البحر الذي خبأ سرّك
أو كما يحلو ليَ الآن مقامكْ
عند روض لخيام البدو
والتمر والشهد قوامكْ
كن لغة الصحراء
أو كغديرٍ لم يذقْ للملح قطرةْ
كن ساحليًا
لأكونَ كما كنتَ
من قبل أن تهجرَ المرجانَ
و الأصدافُ تنسى أنها كانتْ جنانكْ
كن مع البحر هنا مثلي
أكونُ مع الَبر خيارك .
© 2024 - موقع الشعر