سريــر اليمام - حصة مهنا البوعينين

خيطان من خلف خمار الليل
أم ألقتْ إلى أردافها
الشمسُ دثارا
وتمطتْ
قبل أن تبقيَ وشماً
لمنام الكون في موعدها ؟!‍‍
ظلان لتلين عليهما وحيُ الحفيف ؟
أم ملاذٌ لأسراب و خفق من رفيف
ضؤان أم تلان
بثا من حنين القطر
ما ينفثه الموجُ
وتلقيه على أكتافها الريحُ
فتاتا من مرايا
تسكن الأخضرَ
أرجوحَة فجر
لوفود سوف تغدو لارتشاف
ساحرٌ ليلكَ
نصفٌ من ظلام
ناغمَ الروح
على وقع
عناق الغصن بالغصن
يحدوه إلى الماء رذاذٌ
قمة ما ملّها السفحُ
فباتتْ تلضم العقدَ
بما أهدى لها الليلُ جمانْ
مسّها وجدٌ
فهّمتَ تسأل الوقتَ
ألا يبقى من الليل المنمّش ؟!
بضع ساعاتٍ على عودته
يكرزُ في غربته
جاءَ يفضي
سر من تهدي اليواقيتَ قرابينَ شعاع
مرسلٌ تقتاده الريحُ
إذا ألقى بطرف لقميص
راح يرتدُ إلى العين وميضٌ
بضع مسافات لها
و التاجُ فوق العرش
منضودٌ على هيئته
يا ترى يهلك
من يعقد ضلعيه بخيط لرفيق ؟!
أم وترٌ منا
تمادى حرثه المخصبُ فينا
فتغنى العشبَ
يمتد بأعجاز نخيل
ثم يلقي بعصاه
فإذا نخلي عقيم
و إذا عشبي هباء
يستميلُ البلبلَ الممعن في هجرته
يقطف شيئا من قتاد ؟!
بهضاب الليل تأتيني
و بالأفق شفيفٌ من بياض
كمقيلٍ يأتي للمجهد ليلا...
لكأن الكون قد أولم للنجم ظلاما
فتنادت زمرٌ
تهفو إلى المن و تذريه ضياء...
فلماذا يتبدد ليلكَ ؟!
بعثر سربا على راحتيا !!
إذا ما اتجهت و عرشي إليك قصيدٌ
وخفقي جديدٌ
فماذا يهزُ سريرَ اليمام على كتفيا
و ماذا يخض دمايَ
ليشهقَ وردًا على ساعديّا
إذا ما انتبذتُ إلى حضن
ليلكَ ذات مساء؟!.
© 2024 - موقع الشعر