نظمِ الفصيح - أحمد حنّان

أبدأْ كلاميَّ باالصلاةِ على النبي
صلُّوا عليهِ خاتِمِ الأديانِ

منْ بعدِها أبدأْ لأُسْردَ شكوتي
وإلى إلَاهيَّ قد كتبتُ بياني

أواهُ من عِرقٍ تسربلَ باالدَّمِ
وعلى جذورٍ منْ صميمِ كياني

لا العرقُ يشفى منْ نزيفِ كيانهِ
ولا للجذورِ بغايةٍ تجفاني

لو كنتُ أشفى منْ حنيني قطعتهُ
وهرعتُ أجري في زمانٍ خانِ

ما كلُّ مقطوعٍ سينبتُ وحدهُ
ذا ماعرفنا غابرَ الأزمانِ

لوكنتُ أقوى للهجاءِ هجوتُهُ
وكتبتُ منْ شعري لفجرٍ بانِ

لكنِّ تمنعني أصائلُ نخوتي
منْ أنْ أَُعيبَ بشاربي وجناني

طِبْ أنتَ يادمِّ بمنْ طوَّعتَه
أمَّا أنا فلقدْ مللتُ مكاني

ضاقتْ بيَّ الأرضُ الفسيحةُ عندكم
فخرجتُ أبحثُ عنْ مكانٍ ثاني

همْ أقربُ همْ أعلم همْ أفصحُ
وعلى ديارهمُ سرجتُ حصاني

لملِمْ جروحَكَ يافؤاديَّ إنَّكَ
قدْ سرتَ في عكسِ إتجاهِ مكاني

إملئْ فؤاديَّ يازمانيَّ باالثرى
أعمي بصيرتهُ فلا يعصاني

البيدُ تطلبُ صاحبَ العيسَ الكرى
وأنا سلاحيَّ في الحروبِ بناني

لاتسألوا يا إخوتي ماذاجرى
مَنْ ذا أهلَّ بدمعةِ الهمدانِ

إنَّ المحاجرَ للدموعِ لنزوةٍ
تغري عيوني هائلَ الأشجانِ

فنزولَها مِنْ مقلتي كاالجمرةِ
أحفرْ بها مجرً لسيلٍ هاني

قدْ تبتُ مِنْ نظْمِ الفصيحِ لأنني
يبدوا عليَّ بنظمهِ هذيانِ

إنشادُهُ في نظمهِ يجتاحني
وأنا بحقٍ صرتُ منهُ أعاني

مِنْ سرعتي في نظمهِ ياصاحبي
في بعضِ أحيانٍ أعضُّ لساني

منْ ذا الذي مِنْ بعدِ قوليَّ ياتَرى
يطمعْ بِسقفٍ عاليٍ بعناني

مِنْ كثرِ إرعابي عدويَّ في الوغى
تصطكُّ أسنانٌ على أسنانِ

تتسائلون عن القصيدة والهين
من ذا ينوح بعامر الألحانِ

فأضيف إسمي للقصيدِ حلاوةً
أحمد مُحمد من بني حنَّانِ

رمزُ الأشاوسةُ الحماةُ الصالحين
أمّا الطغاةُ فلست منهم دانِ

© 2024 - موقع الشعر