المشردون ..

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 489، آخر تحديث

المشردون .. - الطاهر الصوني

و كنت تلعبين بيننا ...
كالطير يا صغيرتي ترخين في الكون الجناح ْ
و تفرحين حينما أهديك قبلة
و تغضبين كلما أصُدُّ عنك يا صغيرتي...
فأطلب السماحْ
تهرولينْ
تعانقني باليدين ...
و تمسحين عن عيونك الدموع َ
تشرقين كالصباحْ
و تجلسين فوق ركبتي ...
تداعبين لحيتي
تُمَشّطين بالأنامل الملاحْ
شعري ... و تقرئين في وجهي
حكايات الصّبا
صباي يا صغيرتي
تقاذفت به الرياحْ
فلتقرئي ...
ليست طفولة طفولتي
أشتات حلم عابر
غدَا و راحْ ...
كنا عراهْ
نقتص من لون المساء ثوبنا
كنا جياعاً ...
نصنع الحلم الجميل
و جبة فيها لنا
طعم الحياه ...
أوجاعنا ممتدة ... و دمعنا براحْ
كنا انسداد الأفق في وجه الردى
ننام متخنين بالجراحْ ...
مشردون في شوارع الوطن ْ
هذا الوطنْ ...
نطارد الأطياف يا صغيرتي
في كل يوم
عبر أنفاس الأزقة العتيقة ...
انتظرناهاهنا...
ملح الرياحْ
و الأغنياء ياصغيرتي ... تنكروا لنا ...
نسوا بأننا سنابل الوطن ْ
و أننا له الوشاح ْ
وجها لوجه
قد وقفنا كالمدى أمامهم
في آخر الطريق يا بنيتي بلا سلاحْ
جوْعى ...عراة ...
نحتفي بيوم جوعنا
بيوم عرينا
عيدا صنعناه لنا ...
فوق الصخور قد وضعنا حلمنا
على شفا الفصولِ ...
تمحونا انتكاسات الزمان المرّ
تترك الردى يكتبنا ، بنيَّتي ،
على بقاياه التي ضاعت ...
هنا ...
فداسها وحش البطاحْ
© 2024 - موقع الشعر