أما لجميل عندكن ثواب

1- أما لجميل عندكن ثواب
ولا لمسيء عندكن متاب؟

2- لقد ظل من تحوي هواه خريدة
وقد ذل من تقضي عليه كعاب

3- ولكنني –والحمد لله- حازم
أعز إذا ذلت لهن رقاب

4- ولا تملك الحسناء قلبي كله
وإن شملتها رقة وشباب

5- وأجري ولا أعطي الهوى فضل مقودي
وأهفو ولا يخفى علي صواب

6- إذا الخل لم يهجرك إلا ملالة
فليس له إلا الفراق عتاب

7- إذا لم أجد من بلدة ما أريده
فعندي لأخرى عزمه وركاب

8- ويس فراق ما استطعت فإن يكن
فراق على حال فليس إياب

9- صبور ولو لم تبق مني بقية
قؤول ولو أن السيوف جواب

10- وقور وأحداث الزمان تنوشني
وللموت حولي جيئة وذهاب

11- والحظ أحوال الزمان بمقلة
بها الصدق صدق والكذاب كذاب

12- بمن يثق الإنسان فيما ينوبه
ومن أين للحر الكريم صحاب؟

13- وقد صار هذا الناس إلا أقلهم
ذئاباً على أجسادهن ثياب

14- تغابيت عن قومي فظنوا غباوة
بمفرق أغبانا حصى وتراب

15- ولو عرفوني، حق معرفتي بهم،
إذاً علموا أني شهدت وغابوا

16- وما كل فعال يجازي بفعله
ولا كل قوال لدي يجاب

17- ورب كلام مر فوق مسامعي
كما طن في لوح الهجير ذناب

18- إلى الله أشكو أننا بمنازل
تحكم في آسادهن كلاب

19- تمر الليالي ليس للنفع موضع
لدي، ولا للمعتفين جناب

20- ولا شد لي سرج على ظهر سابح
ولا ضربت لي بالعراء قباب

21- ولا برقت لي في اللقاء قواطع
ولا لمعت لي في الحروب حراب

22- ستذكر أيامي "نمير" و "عامر"
و "كعب" على علاقتها و"كلاب"

23- أنا الجار لا زادي بطيء عليهم
ولا دون مالي للحوادث باب

24- ولا أطلب العوراء منهم أصيبها
ولا عورتي للطالبين تصاب

25- وأسطو وحبي ثابت في صدورهم
وأحلم عن جهالهم وأهاب

26- بني عمنا ما يصنع السيف في الوغى
إذا فل منه مضرب وذباب؟

27- بني عمنا لا تنكروا الود إننا
شداد على غير الهوان صلاب

28- بني عمنا نحن السواعد والظبا
ويوشك يوماً أن يكون ضراب

29- وإن رجالًا ما أبنهم كأبن أختهم
حريون أن يقضي لهم ويهابوا

30- فعن أي عذر إن دعوا ودعيتم
أبيتم، بني أعمامنا، وأجابوا؟

31- وما أدعي ما يعلم الله غيره
رحاب "علي" للعفاة رحاب

32- وأفعاله للراغبين كريمة
وأمواله للطالبين نهاب

33- ولكن نبا منه بكفي صارم
وأظلم في عيني منه شهاب

34- وأبطأ عني والمنايا سريعة
وللموت ظفر قد أطل وناب

35- فإلا يكن ود قديم عهدته
ولا نسب بين الرجال قراب

36- فأحوط للإسلام أن لا يضيعني
ولي عنه فيه حوطة ومناب

37- ولكنني راض على كل حالة
ليعلم أي الحالتين سراب

38- وما زلت أرضي بالقليل محبة
لديه وما دون الكثير حجاب

39- وأطلب إبقاء على الود أرضه
وذكري مني في غيرها وطلاب

40- كذاك الوداد المحض لا يرتجى له
ثواب ولا يخشى عليه عقاب

41- وما أنا بالباغي على الحب رشوة
ضعيف هوى يبغي عليه ثواب

42- وقد كنت أخشى الهجر، والشمل جامع
وفي كل يوم لقية وخطاب

43- فكيف وفيما بيننا ملك قيصر
وللبحر حولي زخرة وعباب؟

44- أمن بعد بذل النفس فيما تريده
أثاب بمر العتب حين أثاب؟

45- فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضي والأنام غضاب

46- وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

47- إذا نلت منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

48- فيا ليت شربي من ودادك صافيًا
وشربي من ماء الفرات سراب