مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم

لـ حسان بن ثابت، ، في المدح والافتخار، آخر تحديث

مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت

عفت ذات الأصابع فالجواءُ
إلى عذراء منزلها خلاءُ
ديار من بني الحسحاس قفرٌ
تعفيها الروامس والسماء ُ
وكانت لايزال بها انيس
خلال مروجها نعم وشاءُ
فدع هذا ولكن من لطيف
يؤرقني إذا ذهب العشاءُ
لشغثاء التي قد تيمته
فليس لقلبه منها شفاءُ
كأن سبيئة من بيت رأس
يكون مزاجها عسل وماءُ
على أنيابها أو طعم غض
من التفاح هصره الجناءُ
إذا ما الأشربات ذكرن يوماً
فهن لطيب الراح الفداءُ
نوليها الملامة إن ألمنا
إذا ماكان مغث أو لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً
وأسداً ماينهنهنا اللقاءُ
عدمنا خيلنا إن لم تروها
تثير النقع موعدها كداءُ
يبارين الأعنة مصعدات
على أكتافها الأسل الظماءُ
تظل جيادنا متمطرات
تلطمهن بالخمر النساءُ
فإما تعرضوا عنا اغتمرنا
وكان الفتح وانكشف الغطاءُ
وإلا فاصبروا لجلاد يوما
يعز الله فيه من يشاءُ
وجبريل رسول الله فينا
وروح القدس ليس له كفاءُ
وقال الله قد أرسلت عبداً
يقول الحق إن نفع البلاءُ
شهدت به فقوموا صدقوه
فقلتم لانقوم ولانشاءُ
وقال الله قد سيرت جنداً
هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم معد
سباب أو قتال أو هجاءُ
فتحكم بالقوافي من هجانا
ونضرب حين تختلط الدماءُ
ألا أبلغ أبا سفيان عني
فأنت مجوف نخب هواءُ
بأن سيوفنا تركتك عبداً
وعبد الدار سادتها الإماءُ
هجوت محمداً فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولست له بكفء
فشركما لخيركما الفداءُ
هجوت مباركاً برا حنيفا
أمين الله شيمته الوفاءُ
فمن يهجو رسول الله منكم
ويمدحه وينصره سواءُ
فإن أبي ووالده وعرض
لعرض محمد منكم وقاءُ
فإما تثقفن بنو لؤي
جذيمة إن قتلهم شفاءُ
أولئك معشر نصروا علينا
ففي أظفارنا منهم دماءُ
وحلف الحارث بن أبي ضرار
وحلف قريظة منا براءُ
لساني صارم لاعيب فيه
وبحري لاتكدره الدلاءُ
وقال ايضاً :
وأحسن منك لم تر قط عيني
واجمل منك لم تلد النساءُ
خلقت مبرءاً من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاءُ
© 2024 - موقع الشعر