أقادكَ بالمقادِ هـوى عجيـبٌ - جرير

أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
وَلَجَّتْ في مُباعَدَة ٍ غَضُوبُ

أكلَّ الدهرْ يؤيسُ منْ رجالكم
عدوٌّ عندَ بابكِ أو رقيبُ

و كيفَ ولا عداتكِ ناجزاتٌ
و لا مرجوُّ نائلكمْ قريبُ

فَلا يُنْسى َ سَلامُكُمُ عَلَيْنَا
و لا كفٌّ أشرتِ بها خضيبُ

مع الهجرانِ قطعَ كلَّ وصل
هوى متباعدٌ ونوى شعوبُ

لقد بعثَ المهاجرَ أهلُ عدلٍ
بعهدٍ تطمنُّ بهِ القلوبُ

تَنَجّبَكَ الخَليفَة ُ غَيَر شَكٍّ
فساس الأمرَ منتجبٌ نجيبُ

يُنَكَّلُ بالمُهاجِرِ كُلُّ رعاص
، وَيُدْعى َ في هَواكَ فيَستَجيبُ

فحكمكَ يا مهاجرُ حكمُ عدلٍ
و لو كرهَ المنافقُ والمريبُ

إذا مَرِضتْ قُلوبُهُمُ شَفاهُمْ
نطاسيٌّ بدائهمْ طبيبُ

يقولُ لنا علانية ً فترضى
وَفي النّجوَى أخُو ثِقَة ٍ أرِيبُ

يُقَصَّرُ دونَ باعِكَ كُلُّ باعٍ
و يحصر دونَ خطبتكَ الخطيبُ

و ندعو أن تصاحبَ كلَّ مجرٍ
و ندعو بالايابِ إذا تؤوبُ

كَأنّ البَدْرَ تَحْمِلُهُ المَهَارَى
غَوارِبُهُنّ وَالصّفحاتُ شِيبُ

يخالجنَ الأزمة َ لا قلاصٌ
و لا شهبٌ مشافرهنَّ نيبُ

لَقَدْ جاوَزْتَ مكْرُمَة ً وَعِزّاً،
فلا مقصى المحل ولا غريبُ

تبينَ حينَ تجتمعُ النواصي
علينا منْ كرامتكمْ نصيبُ

أبَيْتُ فَلا أُحبّ لكُمْ عَدُوّاً،
وَلا أنَا في عدُوّكُمُ حَبيبُ

بَنُو البَزَرَى فَوارِسُ غيرُ مِيلٍ
، إذا ما الحربُ ثارَ لها عكوبُ

© 2024 - موقع الشعر