جمر الوداع - ماجد الزيد الخالدي

يا سعود لاتنشد ونا صابر وش القاف الجديد
دام السما شحّت ولاهي ساليه غيّابها

والله ياهي ملبّدة بالدّمع لكن وش يفيد
النبت اصمّ ولا يشوف البرق في سكّابها

وبالجوف عبرة كنها تلعب على اوتار القصيد
انحاش عنها وانتبه والا العيون كتابها

جمر الوداع اللي هنا / ذوّب ضلوع ٍ من حديد
لو ما تلوّت , والله إن روحي التوى كل مابها

فارقت من فرقاه بيت ومبني بْحبل الوريد
يوم الخلايا ظعون عيّت لا تزم ركابها

تْحن ويهدر فحْلها ويرد صوته من بعيد
قامت تهادى منه جبال الحشا وهضابها

زنّت عواصف خافقي والطرْف راسي ما يحيد
اشهب من عيون الرياح ومن صباغ خضابها

زمّيت حيلي عابر ومرّيت بالوادي عنيد
و عيني على المرقاب تتمنّى يطل احبابها

ما شفت به بعد الوفا / غير النواعي والجليد
وطيوف غادة ضحكها خالط نسيم اهدابها

انهلّ من عيني سحاب الشّوق والفقد الشّديد
وعظام رجليني ركزت عيّت تعدّى بابها

شفت الملاك مظفّرات قرونها ومعها وليد
تلعب وريح كفوف عنقا الغيد زين اطيابها

هي جدّلتها ولبّستها وضمّت القلب السعيد
تقول تدري بأنني طرقي يمر أبوابها

من حرّ قلبي ما تقول إلا يشختر بالصديد
يا قوّ نفسي وصبرها ويا قوّ فقد ٍ صابها

اقول يا نار الجوى يكفي وتجاوب بل مزيد
تسعر ولا شبعت من عظامي تشبّ احطابها

لله يا هبّت هبوب الوجد ياهي تذيب حيد
ولله لامرّت طواريها وكلْ شي جابها

موّال بغدادي يلفّ ضلوعي وياهو مريد
ومقرن بشيبه جاء يعاتبني معه جلبابها

لله يا ذاك الغلا والحب والشوق الفريد
هموم بقعا جاحته تضرس وساطي نابها

ودِّع على ماقال بن حمري ولابه من وكيد
كم غايب اقفت به لحود ولا مشى بترابها

مار الهبايب والمطر والصبح والمغرب تعيد
كل الطواري حاضرة والعين طاح قطابها

و يا سعود لاتنشد ونا ساكت ! وش القاف الجديد
دام السما شحّت ولاهي ساليه غيّابها

© 2024 - موقع الشعر