رباعيات نكسة عربية - محمد حسام الدين العوادي

لقد كان قومي كبار الهممْ
و دانت لقومي كثير الأممْ
و صرنا نعيش بعصرِ بغيضْ
إذِ اليوم صرنا كبعض الغنمْ
---------------------------------
يدور الزمان مع الدائرينْ
ليمسيَ مجدي من الغابرينْ
و نحيى حياةً كعيش الكلابْ
و نجترُّ ذا الذلّ في العالمينْ
---------------------------------
أيا دهرُ أمتنا ذُلّلتْ
و عبءَ ذلالتها حُمّلتْ
فكيف الحياة و أمّتنا
بتلك المهانة قد كُبّلتْ
-------------------------------
أيا أيها الموطن المُترَعُ
بماء الذلالة و الموجَعُ
بجرح العروبة و القانعُ
ببعض الفتاتِ.. أ ذا يُشبِعُ ؟
----------------------------------
أيا دهر سمتَ البِلى و الخراب
وسُمتَ لقوميَ سوءَ العذابْ
كثيرٌ هُمُ قومنا كالترابْ
و لكنّ قومي بضعفِ الذبابْ
----------------------------------
أ يا قدس عذرا فإني ضعيفْ
و إنّا غُثاءٌ و إنّا لفيفْ
و إني عن الحرب كنت العفيفْ
و إنيَ عن جُرحكُمْ لكفيفْ
-------------------------------
أبغدادُ عذرا فقد ضاع سيفي
و قد سقط الرمح من بين كفّي
و قدْ قُتِل الفرسُ اليومَ خوفا
و عُذرا .. فقد غادرَ الجُندُ صفّي
-----------------------------------
أيا أيها المَوْطنُ المُنكسرْ
صباحُكَ شوكٌ .. و ليلُكَ مُرْ
و كُلّكَ جرحٌ عميقٌ لأنّ
عدوّك فازَ و جيشُكَ فرْ
--------------------------------------
أيا موطني .. ويحَ قلبي فإني
لقد عشتُ دهري كثير التمني
بأن يرجع الأمس و الأمس ميّتْ
فعشتُ بجرحيَ و الجرحُ منّي
--------------------------------------
أيا قدسُ صبرا سيأتي صلاحْ
سيرحل ليلٌ و يأتي صباحْ
و تصرخُ روحُ العروبة فينا
و سوف تُضمّد تلك الجراحْ
------------------------------------
أيا أمتي أين مجد الجدودْ
فلست أرى غير ذلٍّ مديد
فبغداد تُصلبُ مثل المسيحْ
وقدسُ العروبة عند اليهودْ
---------------------------------------
أيا أمتي تلك سهم القدرْ
أصابتكِ في قلبكِ المنفطرْ
فصبرًا لعل الجفاف يزولْ
وتأتي زهورٌ و يأتي مطرْ
----------------------------------------
طوت صفحةَ المجدِ كفُّ الرّدى
و جرّعَنا الذلَّ كأسُ العِدى
فصارت بلادي سَبيّتهمْ
وصار العدوُّ لَها سيّدا
---------------------------------------
أبى جُرحُ مجديَ أن يندملْ
فأصبحتُ من جرحه كالثملْ
و ليس بمندمل جرحهُ
وأرض العروبة لا تستقلْ
© 2024 - موقع الشعر