غصة في حروف القصيد - سالم المساهلي

غصة في حروف القصيد
..........
ومازال "صهيون" يفتك بالأغنيات
وبالبائسين وبالجائعين..
وبالأمنيات..
وفيّا لوحشية "الوَعد"
في سيرة الأوّلين..
................
حكايات أمّي عن الغول والوحش
في قصص الغابرين..
تجلت بأسمائها ها هنا..
حين هبّ المهابيل ليلاً..
وهاجوا.. وماجوا.. وعاثوا..
على موجة من دماء الأباة
................
كذا.. لم يعد ما يُقال
مضيق الكلام هنا .. بين جزر وجدب
ومأزقه الآن،صحراء هذا الوجود
وفقر اللغات
أمام ارتباك الرؤى
واتساع الصور...
وذي غصّة في القصيد
ومعضلة في سماء البشر..
..................
لمن تهتف الآن يا قلبُ
في لجة الغيظ والحنق المستعر ؟
فهذي السماء رمادية أو تكاد..
وقد فرّ منها الصباح..
وذا شاطئ العرس في "غزة"
مجهش بالنشيد...
وقد قوّضوا عرسه الآن غدرا
على مسمع الكون حين اكتمال السّحَر
 
...................
خجول هو البحر ذاك الصباح الكئيب
 
ومحمرّة وجنتاه...
فلم يستطع نجدة العاشقين..
ولم يقتنص فرصة لاجتناب الخطر..
.......................
كذا لم يعد ما يقالُ..
فقد عوّدونا على صدقهم كل حين..
ولم يخطئوا في اقتراف الجنون..
فلا عجبٌ إن أبادوا... ولا عجب... إن تمادوا..
فما دام ساداتنا صادقين...
ومستمسكين بحبل السّلام..
كما عوّدونا..
يؤدون واجبهم في الحراسة..
كي لا يفيق النيام..
فلا عجبٌ أن يموت الضمير ،
تموت الحقيقة ُ
 
دون اكتراث من الآمرين
ودون اهتمام..
.....................
هو الحُرّ يمشي على البحر "موسى"
ويفتح للعاشقين الدّروب..
يوجّه بوصلة الرّوح نورسة ً
لاختراق الحدود..
ويكتب بالدّم أمثولة َ الكبرياء
وملحمة ً للصّمود
.................
هم الآن أسمى .. هم الآن أبهى..
َيرفّون فوق الزمان .. وكون الخلود..
هم الآن أسطورة الفاتحين..
خلاصة هذا الزمان البخيل..
ومعنى يعيد إلى الآدميين
بعض الصّفاء وبعض الأمل..
..................
 
سلام عليكم أحبّتنا الطيبين ..
تهزّون أشرعة َ الوصل ..
 
..
على موجة جامحَه
سلام لأرواحكم ..
ترفّ ملائكة ً حرّة ً.. عاليه..
سلام لهذا الهوى الواثق المطمئنّ ..
يخط على البحر فجرا جديدا
بحُمرته القانيه ...
…………………..
سلام لأحرار هذا الزمان
يطلّون صبحا جديدا ..
على عالم يُحتضر ..
وتهزأ أشواقهم بالرّصاص تقول
اقتلونا :"
وصبّوا مشاعر أحقادهم في الصّدور
فلن تفلحوا في اغتيال الأغاني
 
ولن تستطيعوا اقتلاع الجذور ..
هو البحر يشهد ... والريح ...
والله .. والقادمون ...
وتلك الرّمال على شاطئ الانتظار
وشعبٌ من البائسين الأباة ..
كذا سوف نحيا بأعينهم للأبد ..
ولكنكم تجهلون " ..
........................
فيا زارع الموت ماذا ستحصد ؟
من كلّ هذا الخراب ..؟
سيكرهك الفجر والصّبح والشمسُ
والغيمة العابرَه ..
ستمقتُك الآن حتى النوارسُ
والبحرُ والنّجمة الحائره
وتغدو طريدا ..على هامش الدّهر
في سيرة غابره ..
.......................
أما آن أن يفهم الناس أن الضّواري
وإن رُوّضت
تَستقرّ على طبعها ..
و لا ترتقي بالتطوّر للكائن البشري ...
ولا تستوي بالكلام .. ولا بالسلام ...؟
……………………….
خجول أنا من شعوري الحزين...
تحدّق فيّ ابنتي... وفي شاشة التلفزه
تكاد تسائلني عن دموع تنزّ
وعن قهوتي البارده....
أراوغ نظرتها والسؤال..
وأغمض عينيّ مستنجدا بالخيال
عسى يطلع الوعد في غفوتي
ومضة ً.. من صباح جديد
© 2024 - موقع الشعر