قولوا لها! - رامي أبو صلاح

قولوا لها أني هجرت زماني
ورجوتُ ربي خالق الإنسانِ

أن تسكني قلبي ولا تترددي
في داخلي أنتِ انعمي بأمانِ

واحيي كما ترضينَ أو فتجوّلي
ما بين أجزائي وفي شرياني

يرتاح قلبي والهوى في أضلعي
يجتاح روحي مشعلا ً أشجاني

جودي على قلبٍ هواكِ ببسمةٍ
أضناهُ طول الهجرِ والحرمانِ

ودعيهِ يمنحكِ المودةَ مخلصاً
فلقد هواكِ وصارَ منكِ يعاني

أُرهقتُ من فرط الصدود مكابراً
فتناثرُ الأفكارُ في أذهاني

لو أنتِ ترضيني حبيباً، قُلتُها:
أني أحبك دونما كتمانِ

أبقى أحبكِ لو تمزق خافقي
أو حاربت كلُّ الحروفِ لساني

فالقلبُ يحيا بعد حبكِ هانئاً
والحرفُ يحملُ من هواكِ معاني

قولي أحبكَ تلكَ تكفيني فلا
أحتاجُ غيركِ من بني الإنسانِ

فالروحُ أنتِ شفاؤها ودواؤها
وسعادتي لولا هواكِ أماني*

روحي تُحلقُ في فضاء محبتي
ترجو لقاءكِ ما غدت تهواني

واللهُ يعلمُ إن رحلتِ للحظةٍ
أبدو حزيناً دونما أحزانِ

فجُعلتِ في الدنيا كأعظم عِبرةٍ
عن قُدرةٍ للخالق الرحمنِ

سواكِ سحراً ظاهراً ومميزاً
والعاشق المجنون قد سوّاني

عيناك سحرٌ والشفاهُ رقيقةٌ
والخدُّ وردٌ لونه أضناني

فالعينُ بدرٌ خلفَ ظلّ سحابةٍ
إذ فوقها الجفنانِ يلتقيانِ

والوجهُ كالشمس المنيرةِ مشرقٌ
لا مثلهُ يعطى بنو الإنسانِ

إبداعُ ربي قد بدا في بسمةٍ
خدّاكِ يبتسمانِ والشفتانِ

يحلو صباحي بل ويصبحُ مشرقاً
إن كنتِ شمسي من تنيرُ زماني

أو فابسمي وخذي فؤادي ربّما
يحيا بعيداً عن أسى الأحزانِ

جودي عليّ ببعضِ وصلكِ علّني
بالشعرِ أصبحُ سيدَ الأزمانِ

أو أنظم الأشعارَ ليس كمثلها
في ما تخيّرَ أو روى الثقلانِ

ولصرتُُ أعظم شاعرٍ في عصرنا
حتى القصيدُ يخافني ... يخشاني

أما أنا فجميلِ بثنةَ عاذلي
وابن الملوحِ فيكِ والقباني

لو عنترُ العبسيُّ يعلمُ قدرتي
لأقامَ حرب الحبِّ في أزماني

وجريرُ لو يدري بشعري ما هجا
شعرَ الفرزدقِ بل يخافُ لِساني

ولقدْ نظمتكِ ألفَ ألفِ قصيدةٍ
ورويتُ شعراً كامل الأوزانِ

وخَلقتُ للشعر الفصيح مدارسي
وجعلتُ أروي الشعرَ لستُ أُعاني

فالقلبُ لن يُبقي هواه مُقيّداً
بمدارس الإحياءِ والديوانِ

يا ليتها كانت نراها روحنا
لمنحتها لكِ ما انتظرتُ ثواني

أهواكِ أنت وأرتجي منك الرضا
وأموتُ مسفوحاً من الهجرانِ

في حُبّكِ اختلت موازيني فلا
يرتاحُ فكري أو ينام بناني

حتى الحقائقُ لستُ أُفتي صدقَها
إن لم تقرّيها وفي إيمانِ

مثلا ً إذا ناديتني محمودَ لا
يبقى لرامي فيَّ أي معاني

أما السماءُ فلونها لو قلتِ أخْ
ضرُ ردّدت أن بدّلي ألواني

قد كنتُ شخصاً لا يملُّ تأملاً
في خلقِ ربٍّ مبدعٍ رحمنِ

لكنني ما إن عرفتكِ لم أعد
فيما سِواكِ أُطيلُ في إمعاني

بل صِرتُ أخشى حبكِ الموجودَ في
قلبي فقدْ أفقدتِني خِلاني

كلّ المعاني إن نطقتِ جميلةٌ
وتصيرُ أجمل بل أرقَّ معاني

حتى الجنونُ يصيرُ فكراً سامياً
والقُبحُ يصبحُ رائعَ الألوانِ

أما الأصم إذا رآكِ حبيبتي
نادى أحبكِ يا غصينَ البانِ

قولي سلاماً إن مررتِ معمراً
سيعودُ شبلاً شبَّ في ريعانِ

من أجلِ أن ترضي أسافرُ هائماً
وأصيرُ مفقوداً بلا عنوانِ

لو أنتِ تهوين الشديد حبيبتي
أصبحتُ هتلرَ والوغى تخشاني

أو تطلبين الطفلَ أصبحُ طفلكم
وأعودُ ألعبُ في حمى الصبيانِِ

قالوا: حرامٌ أن تموت فدى هوىً
إنّا نراكَ لحنْتَ في الأديانِ

فأجبتهم: هلاّ سألتم قيسَ عن
سببٍ دعاهُ يهيم في البلدانِ؟!

واستحضروا كل الرجال ومن هووا
لا لن يكون هناك من ساواني

يا أجمل الفتيات يا نور الدجى
يا من إذا قابلتُ خارَ كياني

وتألقي يا فرحتي وسعادتي
فلقد جعلتكِ سُلطةً لكياني

واقضي بموتي لو يريحُك إنني
راضٍ بحكمٍ منكِ يا سلطاني

قد كنتُ بابن جنين أُعرفُ سابقاً
لكنّ أرضكِ قد غدت عنواني

يا بسمةَ المنفيِّ يلقى موطناً
أنت البلادُ وحبكِ أوطاني

ألقي علي اللوم إن شاهدتِ يو
ماً مَن سِواكِ ينام في أحضاني

© 2024 - موقع الشعر