ثغاء الضاد - فضيلة مسعي

ثغاء الضاد
***
ذات ليلة ليلاء
رايتني في الفرن احترق
وشممت رائحة الطين
خلت الارض تقذف احشاءها في فمي
غالبني القيء
ولما ارجعت ما في كانت امي تلفظ انفاسها في كفي
قلت امي
هل لك وجهان كالعملة
وجه لي..معي
و وجه معهم ..علي
هل اغتلت ذاكرة الضياء
وثغاء الضاد يحرس المواويل
وبوح الجرح يرتق نصل السيف في الماء
كيف اواري سواتك
والغراب لم يعلمني
كيف استعيد دماء اوردتي
وشراييني حولوا وجهتها
جدفت نحو اسمي
وجدت رمسي
ركبت متن الصمت
وتاججت في رحم الكلمة بركان ينفثرماد الاجداد
وحدي مع حدتي
وتوحدي مع الواحد الاحد
تلفعت بخيوط الفجر
وجعلت البرقع ضياء
تشابكت الازمان في ذاكرتي
فصغرت..صغرت
صغرت..
تقلصت الى حبة رمل
لفها الريح بلقاح من ذاك الفارس الذي تاه قبل سنوات في الصحراء
اتفخت بطن الارض
بان الحمل للعيان
تتالت الاشهر
التاسع
والعاشر
والذي بعده وما بعده
الطب يؤكد الحمل
والبطن ينتفخ
والوضع مؤجل..شرذمتني الكلمات
وعذبتني بين تقلصات رحمها
واسترخائها..
ارهاصات
مكابدات
هوية تنفلت من جسد الماء
ذاكرة تدق رتاجالجراح
حلم طافح بمباهج
واعتراف
وحراك جبال
وسفوح
وسهول تهز جذوع الاماني
وتعلق اثوابها فوق صاريات الشمس
و حصون النار..ينعطف الورد في لجة النسيان
وينبعث بنفسجا
ياسمينا
و جلنار../
فضيلة مسعي تونس
© 2024 - موقع الشعر