بديوي يقول اشوف الأيام تقتلب

بَديوي يَقولْ أشُوفَ الأيَّامْ تَقْتَلبْ
كَما في يقتلِبْ في البَحْر عُودَ الأشْبَاحْ

إذَا مَا رَمَاها المَوجْ في غَابة الهَوَى
وجَاءَ في غَزيرٍ مِكْتَفية أرْيَاحْ

تَفَكْرتْ في الدُّنيَا كَفَى الله شَرهَا
صَفَاهَا كَدَرْ لَوْ قَدمتْ بأفرَاحْ

غَرُورُ فَرورُ هَاينَهْ مَنْ يَوَدُّها
لَها قَبْل سَكَرهْ والعقابْ اذبَاحْ

ضَحوك لصَاحِبها سَريعْ انْقِلابَها
لَها ضِحكْ مَثْلَ الضَّاحِكِ المَزَّاخْ

وكَمْ واحدٍ طَاوعْ هَواهَا وغَرَّتهْ
كَما غّرَّ منْ صَيدُهْ خَفيف اجْنَاحْ

نَعدّْ المَراجلْ واللَّيالي تُعُدَّنَا
وحَنا رعيَّهْ غَافِلةْ بِمرْاحْ

مُوَكلْ بِها الجَزَّارْ يَذْبحْ سِمانَها
ويَا وَيلْ يَا جَزارَهَا الذَّباحْ

الأفْرَاحْ مَا دَامتْ ليمنْ كَانْ قَبْلَنا
تَمتَّعْ قَليلْ وزَادْ مِنهَا رَاحْ

بَعدْ كَانْ حُكمْ اسْرُور بالعَدْل والعَطَا
والأحْكَامْ قَوَّمها عَلَى الصّحاحْ

وجَاء حُكمْ غَالِبْ وطَالْ حُكمهْ وكمَ حَكمْ
وبَنَّى السَّرَايا يَحْسبهْ مِرْتَاحْ

وجَانا مِحَمَّد عَلي باشا ولاَ طَغَى
وشبْعُوا مَعَهْ طَلاَّبَة الأرْباحْ

يَقومْ لِيَا سَاروا كَما سَارحَ الدَّبَا
نجَلِّى البِلادْ المرْجَعاتْ اقْبَاحْ

لِيَا أوْحَيتْ عِنْد الصُّبْحُ دَقَّتْ طَبُولَها
تِقُول الرَّعَدْ في عَرْضْ بَارِقْ لاَحْ

وبنْ عَونْ حَاكِمْنَا وبنْ عَونْ أميرَنَا
وبنْ عُونْ مِفْتاحْ للغَلَقْ مِفْتَاحْ

وبنْ عَونْ مَا خَانَ الرَّعيَة ولاَ ظَلَمْ
كَثيرَ العَطَا والعَدْلَ والسَّمَّاحْ

وبنْ عَونْ مِثْلَ النَّجمْ في مَظْلَمْ الدُّجَى
مَصابيحْ مِصَباحَ الظَّلاَمْ مِصْبَاح

وحِنَّا عَصَى الحُكامْ منْ يَومَ جَدَّنَا
وحِنَّا عَتيبهْ لِلْمُلوكْ اسْلاَحْ

عَتِيبهْ جَناحَ الصَّقْر وثَبَيتْ عِظَامَهُ
ولاَ يَستَوي طَيْرٍ بغَيرْ اجْنَاحْ

رَعَوْا نَجْد بالسَّيف اليَماني وبالتَّفقْ
ومَعْهَا مِنَ العُودِ الطَّويلْ ارْمَاحْ

وَضَدَّوا بني قَحْطَانْ ومْطَيرْ كُلَّهَا
وخلُّوكْ يا نَجدْ العَريضَ ابْيَاحْ

وَكَمْ حِلَّةٍ غَاروا عَلَيها مَعَ الضَّحَى
وَرَاحَتْ نَهَايبْ في يَدينْ افْلاَحْ

وكَمْ فَارسٍ خَلُوُّهْ في دَارس الثَّرَى
يَنوشُهْ منَ العُقْبَانْ كُلَّ اشْنَاحْ

وَيَا رَبِّ تَرْحَمنَا وتحْسِنْ خِتَامَنَا
وَتَجْعَلْ لَنَا عِنْدَ الذُّنُوبْ اسْمَاحْ