المعبد الغريق - بدر شاكر السياب

شباك وفيقة
1
شباك وفيقة في القريه
نشوان يطل علىالساحه
(كجليل تنتظر المشيه
وينشر ألواحه -
إيكار يمسح بالشمس
ريشات النسر وينطلق,
إيكار تلقفه الأفق
ورماه إلى اللجج الرمس -
شباك وفيقة يا شجره
تتنفس في الغبش الصاحي
الأعين عندك منتظره
تترقب زهرة تفاح
وبويب نشيد
والريح تعيد
أنغام الماء على السعف
***
ووفيقة تنظر في أسف
من قاع القبر وتنتظر:
سيمر فيهمسه النهر
ظلال يتماوج كالجرس
في ضحوة عيد,
ويهف كحبات النفس
والريح تعيد
أنغام الماء (هو المطر)
والشمس تكركر في السعف
شباك يضحك في الألق?
أم باب يفتح في السور
فتقر بأجنحة العبق
روح تتلهف للنور?
يا صخرة معراج القلب
يا "صور" الألفة والحب
يا دربا يصعد للرب
لولاك لما ضحكت للأنسام القريه
في الريح عبير
من طوق النهر يهدهدنا ويغنينا
(عوليس مع الأمواج يسير
والريح تذكره بجزائر منسيه
"شبنا يا ريح فخلينا")
العالم يفتح شباكه
من ذاك الشباك الأزرق,
يتوحد, يجعل أشواكه
أزهارا في دعة تعبق.
شباك مثلك في لبنان,
شباك مثلك في الهند
وفتاة تحلم في اليابان
كوفيقة تحلم في اللحد
بالبرق الأخضر والرعد.
شباك وفيقة في القريه
نشوان يطل على الساحه
(كجليل تحلم بالمشيه
ويسوع)
ويحرق ألواحه.
© 2024 - موقع الشعر