من بلّل خدّك يا تونُسْ - محمد عدة الغليزاني

من بلّل خدّك يا تونُسْ
أطغاةٌ من رحم المومسْ

أم هو دمعٌ كان حبيسَ
الأنفاس على الخدّ تنفَّسْ

لم نعهدْ يوماً دمعاً في
عين العصفور أوِ النورسْ

لم نعلمْ أبدا أنَّ الصبَّا (م)
ر إذا أهملناه يَيْبَسْ

ماذا يبقى و شوارعُنا
من جمر النار غدتْ تقْبَسْ

و جموع الناس قد انتفضوا
همُّهمُ العيشةُ لا المجلسْ

يرجون لقاء إلههمُ
ببطونٍ متخمةٍ تقْلَسْ

وشبابٌ يطلب شغلا كي
يحيا و يحبَّ ولا يُرْفَسْ

فيموتُ بخيبته حرقاً
شنقاً فالكلُّ غداً يُرْمَسْ

و الكلُّ سيصمتُ صارخُهُ
الباقي منهمْ حتْماً يَيْأَسْ

و تضيعُ أمانيه هدراً
يمسي من دون غنىً مُفْلِسْ

من بلَّل خدَّك يا حُبّي
يا روحَ حياتي يا تُوْنُسْ

يا زهوَ سنيني يا أملي
يا حُبّاً في القلبِ تَقَدَّسْ

زينٌ "زينٌ" فيه "شينٌ"
يُبكي شعباً وله يَأْبِسْ

يكتمُ نفْساً يصنعُ حبساً
يحفر رمساً للمُتَنَفِّسْ

ويقولُ أنا الإنصافُ وَهُوْ
نائي عنه منأى البِرْجِسْ

وكلابٌ حوله لاهثةٌ
تترقَّبُ نومَهُ كي تَغْطَسْ

تسبحُ مكراً....تسرُقُ مالاً
في بيت السلْطان تَكَدَّسْ

والشعبُ الشاكي ليسَ له
إلا أن يرضى أو يحبَسْ

إن قالَ صواباً...قالوا: لا
اسْتَعْوِذْ بالله من المُبْلِسْ

من قالَ بأنَّه شيطانٌ
أو شيطانٌ له قد وَسْوَسْ

هو شعبٌ بجَبِيْنِهِ نُورٌ
لينيرَ الليلَ إذا عَسْعَسْ

هو طيرٌ بجنَاحيهِ ريشٌ
لمعَالمِ جَلاده يَطْمِسْ

هو بَسْمَةُ حُبٍّ وحبيبٍ
وجهٌ في حزْنه لا يَعْبَسْ

من بلَّلَ خدَّك يا حُلمي
يا ورداً عانَقَهُ المغْرَسْ

يا بلداً جاءَ يُبايعُهُ
العسجَدُ و اللؤْلُؤُ والنَرْجَسْ

سيعُودُ بهاؤُك في يومٍ
يصبحُ ليلُك فيه مُشْمِسْ

هيّا قولي لي لا تبكي
وابتسمي سحراً كي أَأْنَسْ

فإذا الشعْبُ أرادَ حَيَاةً
لابدَّ لهُ أَنْ يَتَنَفَّسْ

13/01/2011
...

© 2024 - موقع الشعر