على ذكــره - ناصر آل مداوي

على ذكر العزيز الغالي اللي من ثلاث سنين
خذاه اللي خذى قبله فحول القوم ورجاله

نصير المكتوي عزّ الخوي ومعرّب الجدّين
شبيه الطود ريح العود نبع الجود وزلاله

على ذكره غشتني عبرةٍ غير العباير لين:
تمثنيت الطريق اللي يعرّج صوب منزاله

وصلت هناك وعيوني تفيض وسوّلت لي شين
ولولا خوف ربي وانتقام الله وزلزاله:

لاسوّي شي لا يمكن ولا يُعقل ولا له دين
ولا يخطر على بال الفطين ولا بْيطرا له

بغيت ولا بغيت وتهت انا ما بين دِين وطين
بغيت بقبره احفر وابْعد التربان واشتاله

واحطّه فوق ضلعيني واردّه تحت رمش العين
واسكّنْه الخفوق اللي بدونه حالته حالة

واصير اللي يبي لو ما يبي في عسر والا لين
واجيب ثيابه ومسواكه وغترته وعقاله

واودّيه المكان اللي بصدره منكسر ضلعين
عساه يجبّر كسور الضلوع ويكسر اقفاله

ويرجع مدهلٍ للقاصي مْن الناس والأدنين
على سالف زمانه من بعيد يشاف فنجاله

على ذكره لفتني زفرةٍ عيّت تجي بعدين
أبت إلا تكون اسرع من الجوال وارساله

ولامْداها تروح الا وقلبي طايحٍ ما بين
مابين دموعه الحمر ومابين قفاه واقباله

كأنّ الغالي اللي مات ما كمّل بعَد يومين
ماكنّه من ثلاث سنين مات وفارق عياله

ولكنّ وبما أنّ الفقيدة راعي الثنتين
كريم النفس قبل الجيب.. في حاله قبل ماله

ولا يوجد شبيهٍ له ولوكان الشبه تخمين
ولا تقدر بطون الامّهات تجود بامثاله

فَلك كلّ العذر يا خافقي يعني لك النصّين
ولو تبكيه طول العمر عذرك ليث واشباله

على ذكر الذي ودّع بعام الخمسة وعشرين
عياله مع دياره واندفن في قبره لحاله

طعنّي وجدٍ اقوى من طعون السيف ابو حدين
وجودٍ قال مات ااابوك وانت بغربتك داله

بعَدها قمت وعيوني تهلّ دموعها تأبين
ولا تمنّيت غير اني اكون بقبره بْداله

أو انّ القبر جايز ياخذ لْه ويتّسع لاثنين
يجي ميّت عن يميني واجي ميّت عن شماله

© 2024 - موقع الشعر