وادي عبقر (100بيت) - محمد المصعبي

لك البارح حداء غنيت أنا من عبقر المذكور
قصيدة ماقرى منطوقها حد غير شيطاني

سرت بي ليلتي وأمست تجرّ الروح للمحظور
على عندل من إبل المصعبين بوسم عرباني

بليله شهرها مابان وطارقها خفوت النور
سرت بي عذلبي عجله ونومي ينطح أجفاني

سرت بي هجله وفجه سباسب كل ابوها بور
ولا حسيت غير بصوت قوم تريد قوماني

ذهنت وخلت بعيوني جنودٍ للملك سابور
مراسيلٍ لبلهيت العظيم وشانهم شاني

ومارد هيقماني واقفٍ والقوم له طابور
لوى بإيدة خطام الراحله ثم قال يفلاني

عليك الله وأمان الله مابين السنم والكور
وأنا دونك من أشرار الخلاء كالسف شاماني

يقولوا له:توحّز قال:أنا بالعبد ذا مأمور
وأنا دونه وأنا وياه في المحتوف سيّاني

وألا من قام يتحدى طرحته فالثرى مبتور
ولا داعي أبد تنعاد حرب اخوان الأخواني

فكفّوا شرّكم عني وعن ذاالإنسي المعذور
خذاه النوم والناقة سرت به في بلد ثاني

فقال:البرهتي منهم بلانا والعشاء مخسور
تعشت ناقة الإنسي عشاء ذاالركب بالعاني

فقال:المعذره واللي وقع في وجهي المنظور
على شرع العرب طاح الحطب من دون نيراني

وساروا سار يحدا بي ذلولي عاد أنا مذعور
وأعيد آيات في سريّ تزيل الرجس قرآني

فقلت:انته من انته؟وين أنا؟لا تكْذب المبهور
فقال:إنيّ أنا المارد وإني ليس عدواني

وذا المرقاب من بعده محير الوادي المشهور
هنا عبقر سيوله تلتحق من سبع ودياني

فقلت:انته من أهله أوْ مسيّر في ذويه تزور
وإذا ماانته من أهله فأنت من أيّات الأوطاني؟

فقال:إنيّ أنا من شام ذي هدام حاكم دور
وفي البلقات والذهبيت والبلقيت تلقاني

من الخبتيت ذي نحيّت ساعات الشموس تبور
وصحنٍ جيت له ضامي ومنه أمسيت روياني

ورحت وجيت فالبلقيت ولاقيت البنات سفور
براقعهن على الأكتاف للخلفات رعياني

وحييّت التي حييّت وثم غنيّت للغدور
وجبت البيت تلو البيت للحلوات مجّاني

ودعاك الشيبه اللي جاك وله لديت له مقهور
ودعيت بخاطرك ياالله تصيبه بين الأعياني

فهلّ أوعيت ذي أوحيت مثل الصقر ذي مصقور
يجي باللوح وأما البوح بوحه لأجل ثيراني

فقلت:أوحيت ثم أصغيت لين أوعيت ذي مشبور
ولا داعي تبوح وصاحبك كالطير شيهاني

فقال:انزل وقيّد ناقتك بين العبل وزهور
وامش نروح حيث الزار يضرب طار طرباني

على بوابة الوادي تشوف الزار كالجمهور
سرى طابور حول البار دور ب دور وألحاني

وخلّك سلس وامش ادعس وهسّ اللي تراه يدور
ولا ترتاب من رقطا تلوّت لك وثعباني

لجوسق نقرس الهقلس ونقش مقوقسه محفور
على صمّ الصفاة اللي بناء منها له ايواني

نبا نجلس ونسلس فالحلس من خمره المعصور
وسط ديوانه اللي من حسان الجان ملياني

فقلت:الخمر ماأذوقه ولا أحبّ الذي مخمور
مدام الله وعدنا فيه فالجنات جرياني

فقل للجارية عني بأني عكسكم فالطور
يجيبولي من أقداح الحليب تفيد عظماني

وجينا القصر فيه القوم من كل البقاع حضور
من أم بشيت من تصنيت والدلهي وجيزاني

من صحنوت والغردق ومن برهوت والدهمور
من القلزم ومن غربه لفا حبريت حمساني

وقلت:القوم وش معها من أصقاع البقاع دفور
فقال:الليل ذا آتين مدعوين لإحساني

دعاهم شيخ دهكم يوم رجرج حربهم بالجور
بعدما سبرج اللي بينهم للشرّ فتاني

يجلونه له التقدير والتوقير شوره شور
عزم يحكم لهم بأحكام تختم كلّ ماكاني

واذا ماشي عليه الصلح فوق العام سبع شهور
يقرّونه قروم القوم بالمعلوم بأزماني

وانا بجزم بأن الحكم لا سمعْوه قالوا بور
وعاد أطرافهم متهاويه للقتل عطشاني

يقوم الصلح بالمردوم والمعلوم والمقرور
ومنهو عاب من الأطراف عاش الدهر وحداني

وانا وانته فلا الضجه ولا اللجه لها مقدور
امش نطوف لين نشوف قاعه جوّها زاني

إلى حانوت فيه الصوت هزراقه صخب زامور
وحسناوات شقراوات مياسات الأغصاني

ترى السفاح والهذلغ سوى لين الصباح ينور
وتلتح راح أبو نهدٍ كما تفاح لبناني

تجي الشعار والحضار من الاقطار دور ب دور
شواردها تطاردها عماردها بالأوزاني

يجي مسحل مع لافظ مع بن جندل القمعور
وهبيد ومدرك وهاذر يجي سمح المحياني

فقلت:الليل عجّل بي ضرب قلبي لهم مخطور
أبا عيني تشوف اللي بهم قد سمعت آذاني

دخلت وجنجناتي وسطها قرحات أبو شرشور
وأل وحزحز وصهلق وأجمجم يومه أشناني

وثم حييّت من لاقيت وحيّا اللي لقيت بهور
أقاوي كل من لاقيت ومن قاويت قاواني

بعد قالوا:من انت وقلت:شاعر فالعرب مغمور
صدى قيفانه العذبه سرى في كل بلداني

بعد قالوا:من انت وقلت:فارس فالوغى مشطور
تجنّب عني الرديان والشجعان تنصاني

بعد قالوا:من انت وقلت:قانص شارد اليعفور
فلا قد شافته عيني على المطراد حناني

بعد قالوا:من انت وقلت:عاشق فالهوى مكسور
تكسّر خافقه يوم الهوى خداع خواني

بعد قالوا:من انت وقلت:من يعطي وهو محصور
كريمٍ كنه السلطان وهو بالحيل فقراني

بعد قالوا:من أيّات العرب حصحص بليّا زور
فقلت:الزور ماهو لي ولا قد جابه لساني

أنا محمد ولد صالح وأنا اللي فالنسب محدور
من آل المصعبين اللي وسط بيحان حلاني

وأنا شاعر بني مصعب بكلّ أوطانها والدور
من الظفره ومن بيحان واللي حلّ نجراني

أنا الشاعر وأنا الماهر وأنا غارف بحر مسجور
قصايد كل ابوها كنها لولو ومرجاني

من ايام الصغر والعمر لا قالوا طريق عبور
دنين القاف في راسي يبات الليل دناني

ألاحي دنّه المسموع في فرشي وأنا مقعور
وخلق الله نيام وخافقي والطرف سهراني

على ديدب وله مرخي يسريني بدون شعور
إلى أم النجوم اللي قمرها دار وانباني

كبرت ونيدل أحلامي معي في عمري المعمور
يزاورني يعلمني خفايا كشفها آني

وتبسّم منّهم منهو معمرد بالعمر مسرور
وقال:اسمع وأنا بفتيك باللي فيه حيراني

فهلاّ أنشدتنا من شعرك اللي في بنات الحور
من اللي عدّها عشره بلا زودٍ ونقصاني

فقلت:البارحه سهران لين الصبح شعّ النور
من أسباب الجميل اللي لحظ بالعين واشقاني

طويل أهيف كحيل الطرف ابوثغرٍ حوى البلور
وشفه من لعق ماها يبات الليل سكراني

وألا ويلاه من عينٍ لها قلبي غدى مأسور
عيون اللي لطرد الخرب هدّه كف سلطاني

وخدينه كما بدرين خشمه بينهن مسطور
ولولا الله جعل ذا بينهن ماليلنا باني

وأتلع جيد انا ياليت أنا في جيدها منحور
تحلويت الممات بنحرها اللي وسعه أكفاني

وثم ياليت انا من تحت ذاك الجيد أنا مقبور
حلاة القبر لا قد فيه تفاحٍ ورمّاني

أبو خصرٍ تقواسه هلال العيد بالناظور
وردفٍ يذبح المسلم كما سفاح نصراني

ابوساقين مدموجه وممشاها دلع وغرور
ومن حق الحلو يغترّ دام الزين ربّاني

وياسبحان من سواه وافي ماعليه قصور
جماله غير طبعه غير يعني حيل فناني

وانا ياالله قد زليت وياليت الزلل مغفور
لك استغفر لك استغفر وانت الرب رحماني

وهذي عشر لك عديّت مافيها ابد مشتور
فقال:اسمع بدايتها وطابقها باتقاني

سقى الله يوم في دار الحبايب قادني بمرور
على عدّ الروى في هيت أنا مريت ضمياني

وبه لاقيت انا اللي من جماله يودعك مسحور
والا منهو يفكك من طلاسم ساحر عماني؟

عجزت اشرب وانا مانيب من عد الروى مقصور
ولكن مرّني عنده ملاك بصورة انساني

وقلت بخاطري حلوة وابا أمثّل معاها دور
غريبٍ مرّ دار اغراب ماله أي عنواني

ويوم إن قلت باأسلّم سبقني صوت يدعي نور
وراحت نور له عجله ولا ردّت أبد ثاني

صفقت الكف فوق الكف وصدري قهر فيه يفور
على اللي راح من عندي بعدما هز وجداني

مضا يومي مع الليله وأنا وش حيلتي محسور
قعدت أقول ويش أقول في من هيّض أشجاني

وويش أقول ويش أقول في حظ الردى المعثور
بكا قلبي من أحزانه وحزن القلب بكاني

بعدما كان فسحم ضاق ساعة دجدج الديجور
وهبرق ماه زرقامه وقلب الكهمس أعياني

وله سجيت موالي وله غنيّت بالمجرور
قصيدة فالذي مريت أخفف بعض ماجاني

فقلت البارحه سهران لين الصبح شع النور
من أسباب الجميل اللي لحظ بالعين واشقاني

وهذي عشرها الاولى وقاطر بيتها المقطور
تلاقيها قصيدة واحده غنّا بها اثناني

رجف قلبي من العفريت وجف الريق فالحنجور
وقلت انته وقال اللي يجي في نومك حصاني

أنا اللي لك بحر فيهق وفيه اللي تبا مذخور
نهار الترك تدبك دبك حصانك جاك متفاني

تشوف اللي خذاه الطيخ كنه ذيخ يامنصور
فلا شاف العشاء مخصوص لك من لحم ظبياني

وجرّ الصولجان وقام قال اسعد مساك سرور
وقد بيناتنا باجيك يوم إن الوعد حاني

وثم رحنا ولاقينا ثلاثٍ نافثات شرور
عجايز شمط ونجمة سبط وموقدهن ودخاني

تقول الأوله كفك أنا بأقراه فيه خبور
عن احداث الزمان الآتيه في عمرك الفاني

فقلت اقري وقولي لي وش عاد لي مدبور
على ذاك الطريق اللي تعب ساقي وعناني

فقالت عاد لك شؤبوب خيرة وافره ممطور
وبهرامج يجي بعده وآس وظلّة لياني

وجات الثانية قالت خذ الفنجال ذي محتور
وردّه لي وأنا بأقرا وش اللي قال فنجاني

فقلت إقري عن اللي حبها في قلبها مستور
ولا باحت لأحد عني بأن الروح تهواني

فقالت وضعها طيّب تجّهز لك زهر وعطور
وتتخبّر عليك الناس يوم القلب ولهاني

وجات الثالثه تضرب على العثعث وتقرى فور
تقول اسمع بقاء زنجيل بايأتيك شراني

يحدك للبلا غصبا نهار الدم به منثور
من اللي راسها مقرّن وفيها سقت الأثماني

فقلت الله وكيلي منّكن ياالداجلات العور
وعلم الغيب عند الله محصي عدّ الأكواني

وثم رحنا مرينا ب هيضل دمعها مسبور
على الدندان هل الدمع مثل الغيث هتاني

وعدينا وردينا وضاح الفجر فيه ظهور
إلى من حيث واجهته وحيّيته وحيّاني

ووداعته وثم روحت أنا ممنون وهو مشكور
على عندل من إبل المصعبين بوسم عرباني

© 2024 - موقع الشعر