حوار مع عبقر - خالد الزعبي

* حوار مع عبقر *
شيطان الشعر أتاني..
في هيئة قديس أكبرْ..
صلى وترنم وتدبرْ..
وقف أمامي وسألني..
ما بال فؤادك يتذمرْ..
وكلامك في الحب حزينٌ..
والجسد هزيل ومصغرْ..
والبسمة غابت وتوارتْ..
خلف شفاه.. ما عادت حمرتها تظهرْ..
حتى وجهك.. أنظرْ؟!..
قد مال إلى الأصفرْ..
أخبرني؛ علي اليوم أدلك وأطارد جرحكْ..
إن كان الجرح قد استعمرْ..
***
قلت أيا سيد عبقرْ..
لا أشكو الجرح ولكنّي..
أدمنتُ العشقَ وعينيها..
أدمنتُ البسمةَ من شفتيها..
أدمنتُ نعومةَ خَدَّيها..
والغَفوَةَ بين ذِراعَيها..
وضياعي ما بين يَدَيها..
أدمنتُ ولكن لم أَسكَرْ…
***
أشكو غُربَتَها وزَماني..
أشكوها منها حرماني..
تهواني لكنَّ هواها..
مكبوتٌ داخل بُركانِ..
فكلامُ الناس أيا عبقرْ..
مثل الخِنجَرْ..
يقطعُ يقطعُ حتى يثأر…
من كل العشاقِ وينهر..
***
اشتقتُ إليها..
وإلى الأيام الحبلى..
بعطور المسك وبالعنبرْ..
وسلام العينِ بأجفانٍ..
تأخذني لبلاد المرمرْ..
والبسمةُ من بينِ شِفاهٍ..
أَحلى وألذ من السُّكَّرْ…
***
أخبرها..
إن كانت في الحب كليلى..
فجنوني فيها يتخطى..
من جن بليلى وتمرمرْ..
أو كانت في الحب كعبلةْ..
فأنا فارسها وهيامي..
فيها فاق هيام العنترْ…
أخبرها..
أخبرها عن حظي الأعثرْ..
عن وَجَعٍ في القلبِ تَجَبَّرْ..
عن أيام طُفولَتِنا..
وطفولةِ أيامِ تَزْخَرْ..
بالذّكرى والعهدِ الأَكبرْ..
أخبرها..
أخبرها يا سيد عبقرْ…
 
23/08/2007
© 2024 - موقع الشعر