روزا

لـ نوزاد جعدان، ، في غير مُحدد

روزا - نوزاد جعدان

حسناء حارتي روزا حلْوةْ
في الحارةِ توهّجتْ كالنجمةْ
أزهارَ الأمنياتِ للناظرينَ
أحيتْ
تلهو بنا كأنّها بالحيل
قوْس قزحْ
خصلاتُ شعرها بيادرٌ
إبريزيّة
مرّتْ أمام القلبِ
كأنّها ليمونةٌ في المشية ِ
قد جفّ اللعاب في فمِ الرجال الصامتِ(0)
على الرصيفِ مدَّ فسْتانها
يا فرحةَ
من داس َ
يا حرقةَ
من في هواها غاصَ
آهٍ يا روزا يا نجمةً في سماءٍ منطفئة!!..
***
حسناء حارتي روزا حلْوة
حلْوةٌ نعم ْ
لا تعرف الوفاء مطلقاً كما النجومْ
مستمتعٌ من راقبَ
لديها خصرٌ كالعجينْ
دارتْ عليه كالعصا راحاتٌ
قد أغلقتْ عينيها
فأسدلتْ ستارة الحارة برهةً وما بحالنا رائفةٌ
كمْ أنتَ فارعٌ
يا زمانْ!
..البرهةُ
كالسنةِ الضوئيّةِ..
آهٍ رموشها.. رموشها
أرجوحةٌ
تعلو بنا إلى السماءِ تارةً
تنزلنا لليابسةْ
أحياناً
وبعضهمْ تزحلقَ
بالصابون مِنْ على الأرجوحةِ
برمود(1) عانقهُ
تضحكُ بعدها على منظرنا الغائم بالطين ولا تتوبْ
تأتيني أفكارٌ .. أسئلةٌ يا روزا.. منْ يفكّ هذه الرموز:
ماذا لو انقطع الحبل بنا ؟!
منْ قال إنّ الأبطال في ختام القصّةِ
لمْ يخسروا
مَرلو(2) قُتلْ
بُشكِنْ (3) هزمْ
شيلي(4) غرقْ
أرسطو(5) انتحرَ
كمْ خسر الأبطال في حارتنا!
***
حسناء حارتي روزا حلْوةْ
لها عيونٌ حلْوةٌ .. ها حلْوةْ
لاذتْ منَ حارتِنا تحتَ جناح الليلِ
وظلّ أشجار السرو
والضوءُ من شباكها متقداً مازالَ
معطفها رسا
ثمّ تدلّى
حبلَ غسيلٍ يعتلي..لا.. لا يسقطْ
مهما الرياح داعبتْ
في الليل نامَ فيهِ عتمٌ
والنور في الصباح فيه لاحفُ
آهٍ من وشاحها
محظوظٌ يا من أنا غيرانٌ من حظّه
يا من تسبقني يا ضبابُ
أغار منكَ عندما تلمسهُ
لا تبعدي كالبسمةِ..يا روزا
لا تبعدي
وجوهنا أدمتْها لجَجُ الآلامْ
والحزنُ يشهدُ السنين زورا
يا جارةً أرّقني بعادها
تعالي.. تعالي
أقداح الدموع نادميني
هيّا يا روزا هيّا عودي
وأخرجي البلّوط منْ لحائهِ
قد ملّ من سباتهِ
 
حلب –الشيخ مقصود غربي - صيف 2007
 
حواشي:
(0)استخدمتْ فم وصامت مفردة لدلالة في المعنى
(1) مثلث برمودا
(2) الكاتب والشاعر البريطاني كريستوفر مارلو الذي قتل في الحانة
(3) الشاعر البريطاني شيلي الذي مات غرقاً
(4) الشاعر والكاتب الروسي بوشكين الذي قتل في المبارزة
(5) الفيلسوف أرسطو الذي رمى نفسه إلى البحر إثر عدم اكتشافه تغير التيارات البحرية
© 2024 - موقع الشعر