غشيت دار الحي - امرؤ القيس

غَشِيتُ دِيَارَ الحَيّ بالبَكَرَاتِ
فَعَارِمَةٍ فَبُرْقَةِ العِيَرَاتِ

فغُوْلٍ فحِلّيتٍ فَأكنَافِ مُنْعِجٍ
إلى عَاقِلٍ فالجُبّ ذِي الأمَرَاتِ

ظَلِلْتُ ، رِدَائِي فَوْقَ رَأسِيَ، قاعداً
أَعُدّ الحَصَى مَا تَنقَضي عَبَرَاتِي

أعِنّي عَلَى التَّهْمامِ وَالذِّكَرَاتِ
يَبِتّنَ عَلَى ذِي الهَمّ مَعتَكِرَاتِ

بلَيْلِ التّمَامَ أَوْ وُصِلْنَ بِمِثْلِهِ
مُقَايَسَةً أَيّامُهَا نَكِرَاتِ

كَأَنِّي وَرِدْ فِي وَالقِرَابَ وَنُمْرُقي
عَلَى ظَهْرِ عَيْرٍ وَارِدِ الحَبِرَاتِ

أَرَنّ عَلَى حُقْبٍ حِيَالٍ طَرُوقَةٍ
كَذَوْدِ الأجِيرِ الأرْبع الأشِرَاتِ

عَنيفٍ بتَجميعِ الضّرَائرِ فَاحِشٍ
شَتِيمٍ كَذَلْقِ الزُّجّ ذِي ذَمَرَاتِ

وَيأكُلنَ بُهْمَى جَعدَةً حَبَشِيّةً
وَيَشرَبنَ برْدَ المَاءِ فِي السَّبَرَاتِ

فَأوْرَدَهَا مَاءً قَلِيلاً أنِيسُهُ
يُحاذِرْنَ عَمراً صَاحِبَ القُتَرَاتِ

تَلِثُّ الحَصَى لَثًّا بِسُمرٍ رَزِينَةٍ
مَوَازِنَ لا كُزْمٍ وَلا مَعِراتِ

ويَرْخينَ أَذْنَاباً كَأنّ فُرُعَهَا
عُرَى خِلَلٍ مَشهورَةٍ ضَفِرَاتِ

وَعَنْسٍ كَالوَاحِ الأرَانِ نَسأتُهَا
عَلَى لاحِبٍ كَالبُرْدِ ذِي الحِبَرَاتِ

فَغَادَرْتُها مِنْ بَعدِ بُدْنِ رَزِيّةٍ
تَغَالَى عَلَى عُوجٍ لَهَا كَدِنَاتِ

وَأبيَضَ كالمِخرَاقِ بَلّيتُ خدَّهُ
وَهَبّتَهُ فِي السّاقِ وَالقَصَرَاتِ

تمت الإضافه بواسطة : سالم ال فروان
© 2024 - موقع الشعر