آهات غزة / جور العدى - زهور سحيرة

عَظُمَ المُصابُ وطالني جَوْرُالعدى
متواليا،مستنزفا حدَّ الرّدى

هانتْ دمائي مُذ ْعرَفتُك قاتلي
مُسْتهترا مُتَجَنّياطولَ المدى

كيفَ الخلاصُ من التعسّفِ والقِلى؟
مِنْ مُجْرم ٍمُتَمرّس ٍسُبُل الأذى

طالتْ يَمينُهُ فاستباحَتْ عالمي
مُسْتَضعفاً،والعيْنُ أعماهالقذى

مُستكثراً نَفَسي عليّ وتُربَتي
ُمتمادياً في سَلبِ أطفالي الغدا

مُستَعجِلاً موتي وطمْسَ هويّتي
مُستَصْغِراً، شَمتانَ مِنْ وَهَن ٍبَدا

َمهْما شَجَبْتُ ضياعَ حَقٍّ بائِن ٍ
وعَلا شَهيقي، نابَني رَجْعُ الصّدى

في مَحْفَل ٍلِلخُرْس ِوالصُّمّ اكتَسى
صَمْتَ القُبور ِهُنا،وتَصْفيقُ العِدى

غارَتْ جِرحاتي وأدْمى كاهِلي
حَدّ الشّهادةِ راضِياً طُهْرَ الفِدا َ

ما سالَ دَمْعي،مااشتَكيْتُ فَجيعَتي
ماذا يُفيدُ الدّمعُ؟ والوَضْعُ ارْتَدى

ثْوبَ الحِدادِ مُشَيِّعاً أنْوارَهُ
سَقَط َالقِناعُ مُخَلّفاً لوْنَ الصَّدا

ماذا يُفيدُ الدّمعُ والوهْمُ ارتَدى
ثَوْْبَ الحَقيقَةِ كاشِفاً,وَ تَعَدَّدا

وطنَ العُروبَةِ كيفَ هانَتْ عِزَّتي
لمّااستَجَرْتُ وَما مَدَدْتَ لِيَ اليَدا ؟

وَطن العُروبَةِ كيْف هانَتْ غُرْبَتي
قاسَيْتُها مُتَمَزِّقاًوَسْطَ العدى؟

ما راعَني هَوْلُ العَذاباتِ التي
عانَيْتُها مُستَبْسِلاً مُسْتَشْهِدا

بَلْ راعَني صَمْتٌ خَجولٌ قاتلٌ
أعْياهُ صَمْتُهُ فاستَحالَ تَبَلُّدا

وطَن العُروبَة ِ كيْفَ تَروي قِصّتي
مِنْ بَعْد ماأرْغى البَلاءُ وَأزْبَدا

رَبّاهُ!أنّى لِلصِّغار ِتَفَهُّما؟
رَبّاهُ!هلْ ضاعَتْ عَناءاتي سُدى ؟

وا حسْرتاهُ على الجياع ِمتى اشتَكَوْا
قَهْرَ الخَصاص ِمُطارداً، وَ تَشَرُّدا

مِنْ أيْنَ لِي كَسْرُ القُيودِ وَحِيلتي
ضَعُفَتْ وجهْدي كادَ أنْ يُسْتَنْفدا؟

في رحلةِ العُمْر الشّقيّ بِلا غَدٍ
يُرْجى ،غَريبُ الدّار ِ أضْحى أوْحَدا

حتّى مَتى سَأظلّ ُأعْزَلَ في الوَغى؟
وسَأصْطَلي نارَ المَدافع ِ صامِدا ؟

والعُمْرُ يَجْري خائِفاً مُسْتَنْفرا
في غَمْرَةِاليأس الكئيبِ تَبَدَّدا

لَهَفي على زَمَن ٍِمَضى ضيّعْتُهُ
رَهْنَ القُيودِ مُسالِما مُتَودِّدا

***
المملكة المغربية/ الرباط

11-1-2009
© 2024 - موقع الشعر