نكاية بالغصون ...اقترفُ الثمر - عمر عناز

ولي ضفافٌ من الآهاتِ
 
سطّرها تنهدُ الموجِ،
 
إن الموجَ شيطان
تبرعمَ الحزنُ في أنفاسها
 
فبكت قواربُ الفجرِ،
 
والأحداقُ خلجان
ودمعة
 
دمعة
 
صارَ الأسى شجراً من البكاءِ،
 
فملء العينِ أغصانُ
وكانت الشمسُ كهفاً
 
تستريحُ به حكايةٌ
 
عمرها الضوئي بركان
حكاية،
 
رصّع النسرينُ أحرفَها
 
فضاع منها على الأوراق
 
ريحان
عن انكسار الندى تحكي،
 
وعن لعبٍ
قد دسّها تحت سور البيت صبيان
وعن حِسانٍ
 
اذا مالحتُ مبتسما لهن،
 
يهتزُ تحت القُمص رمّان..
 
أنا نبي القوافي الشقر،
 
لي لغةٌ
 
تنفس الصبحُ فيها
 
فهو نشوان
 
حروفها أمة بيضاء
 
قد خُلقت
مذ شق صدر تخوم البحر سفّان
 
نذرتها لنهارٍ فيه تجمعني
بمن أحب،
 
ترانيمٌ وألحان
وها تلاقى على شاطي القصيد هنا
 
اليعربيان
 
قحطان
 
وعدنان
ينمنمان المسا،
 
إذ يبدعان به
مالم يرقه ببال اللون " فنان "
وكلهم شاعرٌ –إلاي-
 
حيث أنا
طفل من الشعر قد صاغته
 
" بغدان "
سبعون نافذة تفضي إلى رئتي
وليس في بيت قلبي الغض جدران
 
فأن تكن هامتي الشماء قد سمقت
- ذات احتفاءٍ –
 
فإن الصحب تيجان
بهم وقد وقدوا للشعر صبوتهم
تضيء عشقا
 
مسافاتٌ وأزمان
 
مبتلة طينةُ المعنى بما اقترفوا من لؤلؤ الحرف
 
فالأوراق مرجان
 
أجريتني بينهم نهرين من عسل
ما فكرت بهما
 
إنس ولاجان
تفجرا من ثرى " أوروك " لحظتئذ
تعانقت نينوى " الحدبا " وميسان
 
فيا عناقيد هذا الشعر
 
شاهدهم غصنٌ تدلى،
 
لأن الطلعَ ريان
عذر القصائد إن جاءت مسربلة بالدمع ،
 
إن دموع الشعر أوزان
 
فطعم أول بيت في فمي وطنٌ
وشى بقهوته السمراء فنجان
مالم يقله فراش الضوء في مدني
أني أضأت الدياجي
 
وهو وسنان
كم نجمةٍ في أقاصي الأفق شاحبةٍ
دغدغتها،
 
فالمدى القدسي ألوان
شاكستُ فيها مرآيا الضوء
 
فالتمعت
على امتداد براري العشق كثبان
فيا صديقي،
 
ياعصفور أخيلتي
ياسقسقات الندى
 
والقلب بستان
ياشعر يا لبوة عذراء
 
تجفلُ في صدري
 
فتطفح وسع الروح غزلان
بمن أكنيك والتعريف مُلتبِسٌ
والأبجديات في كفّي غلمان
بمن أكنّيك كل المنشدين فمٌ
 
في خاطر الناي،
 
والتقويم آذان
يؤثثون محاريب الكلام هوى
 
كأنهم في مساء الشعر رهبان
أولاء أخوة بوحي
 
من بأعينهم
 
يضيء نوحي الذي ربّته أحزان
همو سحاب اشتياقي
 
حين أغمزه
تفيض ملء دلاء الروح أوطان
غنيتهم،
 
كان عِرض الشمس منتهكا
 
في مقلتيّ،
 
لذا تنساب غدران
وها أتيت..
 
جيوشُ النخل تتبعني
أنا شموخ العراقيين مذ كانوا...
أنا مسلّة هذي الأرض،
 
ذاكرتي بحرٌ
 
وكل بلاد الله شطآن
 
فكيف أقترف النسيان يا وطني
وأنت تحت شغاف القلب عنوان
يانوح آخر عصرٍ في مجرّتنا
ويبتدي في حشا الأفلاك طوفان
نثرت فيك أزاهيرا،
 
يؤملني عشبُ انتظارٍ
 
ومافي الأفق نيسان
مرآة وجهي أحلامٌ مكسّرةٌ
يلمّها بأكف الآه خسران
كم راوغ الدربُ خطوي
 
– ذات مفترق -
 
كأنما تحت هذي الأرض ثعبان
فهل ترى أزف الترحال؟
 
إن دمي يغلي
 
فيصهل في الأعراق تحنان
فبي بلادٌ
 
مواعيدُ النهار بها
 
تأخرت،
 
وانطفا في الظل إنسان..
© 2024 - موقع الشعر