النايفات - ماجد الزيد الخالدي

على شمّ الجبال النّايفاتي
عوى ذيبٍ وجاوبت بدواتي

يلجّ ويشتكي وقت الخناعة
ولا لي في ردى الدنيا سواتي

تعممت السحايب فوق راسي
ومن ليل الشتا البارد عباتي

عباة ٍ سرمديّة هلهليّة
بها سلواي ورضاي وطناتي

وإلا ما حافني جور العمايم
صفقت الجور صفقن في قناتي

وخليّته على البيداء جضيع ٍ
تناوشْه الليوث الضارياتي

فلا منأى لظالم عن سباعي
ولا منجى لأعمارِ الطّغاة ِ

اكزّ القاف كنّه رمح جنّي
وانشّبه بصدور مْدرعاتي

فلا يلقى علي ظالم وسيله
ولا صفر العيون الخافيات ِ

تربّعت وجمعت الوقت عندي
وقمت اطحن لياليه بْرحاتي

عجنته ثمّ خبزته ثمّ شبعته
وقذّفته على وجه الفلاة ِ

زمان ٍ شُيِّخت فيه الحصاني
وساق السّاده ابناء الرّعاة ِ

فلا والله يخجل من لحانا
ولا يرعى لذمتنا الولاتي

يجمّعني ظلام الليل ساعة
على همِّ وصبحي للشتاتي

زماني كفّ عنّ قلب ٍ خلاوي
ماني راجيك دوك المسْرباتي

فلا والله غير الله راجي
ولا والله هايب من مماتي

فكم من ميّت ٍ في روض جنّه
وكم ّ حيِّ جهنّم له مباتي

وكمّ مؤمن نقيّ القلب عُذّب
وكم فاجر تهنّا بالحياة ِ

قسم باللي خلقني شفت قوم ٍ
أراذلَ قدرهم دون الوطاتي

عروش ٍ تامر وتنهى وتطغى
و على النّادر يهدّون القطاتي

يا شمّا صوّتي صوتي تكسّر
على ضلوع ٍ قساة مْسربلاتي

أبي القعقاع بن عمرو التميمي
حريب الضّيم والخمْس الدّهاتِ

تحت راية ابو سليمان جدّي
يدوسون الجيوش الغازياتِ

يعوجوا روس عيرات ٍ خفافي
هجاهيج ٍ سفين ٍ مسرعاتِ

إلى ما داسن البيدا تحسّب
من القفر انطلقنّ الطايراتِ

عليهن داحم الموت بْعرمرم
أمير الحرب قرّاح اللهاتي

أميري لا تغنّوا في إمارة
تواريخ إن حكوا بالماضيات ِ

عريب الساس سيف الله مسمّى
قويّ الباس حلّ المعضلات ِ

كفى / ما والله اللي راح يرجع
به اقْفنّ اللحود المظلمات ِ

يبو زيد ٍ كفى كافي يكفّي
كرمت وبسّ يا شوق البنات ِ

مملّيت الرّثاء والوجْد بعْدك
تنادي من تنادي يا غناتي

ونا قفّلت قيفاني عليهم
رثيت القوم بالف مْسلسلاتي

وشفت إنّ الرّثاء ماهوب يشفي
جروح ولا يردّ الدّامعاتِ

يا ذيب إن كان تبغا لك نديم ٍ
يردّ عواك دوك العاوياتِ

على الدّنيا ومن فيها سلام ٍ
ما بعد القْدس غير مشرّفاتي

وهيه انفج يا صدري تفجّر
على الأقصى وكابل والفراتِ

على الشيشان وليوث ٍ حموها
سيوف الحرب وأهل الصارماتِ

بعدْهم ماعلى الدّنيا حسايف
تساوى حالي الحيّ بوفاتي

يا ذيب اوصيك للمهدي وتكفّى
تعظّ بنابكَ السّاطي وصاتي

يجمّع عالم وظالم وشيخ ٍ
ويرجمهم كما رجم الزُّناتي

زنوا بارض العروبة لين صاحت
سجون ٍ للبراءة مشْرعاتي

وفقر وجوع مع ضعف العقيدة
وحال ٍ منها تبكي الحصاة ِ

يا ذيب إمّا يجي وآكون حيِّ
وله حقِّ النّصر بالمطرقاتِ

وإذا راسي فنى ما من حسايف
ممات العزّ غيّاض العُداتِ

على شمّ الجبال النّايفاتي
عوى ذيبٍ وجاوبت بدواتي

© 2024 - موقع الشعر