رثاء اخي العزيز الغالي عبدالوهاب رحمه الله - سعيدبن يحيى الزهراني

وادعته والليل اظلم ساريا
اطوي القفار بما بدا لي ناسيا

طي ألسجلِ بما أره إذا جرا
فيها وكل الكونِ عني خافيا

وأطوف بالبيدِ العبوسِ كتائهٍ
ظل السبيل بمعم عانيٍ كاويا

نفد الشراب وزادهُ أيضا نفد
وبحزنهِ عطشان يمشي حافيا

فدعا الاله لما بلاه وقد صبر
صبراً جميلً والبشارةُ كافيا

فرجٌ أتاه بما أتاه وقد نجا
نجَاه رب الكونِ بعد البلايا

فنطقت اسأل يازمانُ إلى متى
تسعى بتفريق الأحبة ساليا

فأجاب إن الحق حقً يا فتي
انظر الى الأقوام هل من باقيا

درا الفناء بها الفناءُ لمن فني
والكل يفنى والجموعُ تواليا

وتناذرُ الاقوامُ حين غيابيا
ونذيرهم بالحق زاد الى ميا

صُعق الفؤاد بما يقال وقد نقل
فأعدتُ اجهل ما يقال لما بيا

من مِن ليالي الهم ياقلبي سلم
من مِن امور الدهر يرحلُ ناجيا

قامت قيامته فوافاه الاجل
والقلبُ مهمومٌ حزيناً باكيا

أين الذي بالقلبِ شيد قصرهُ
أين الذي بالحب أغلا غاليا

عادلت روحي بالمحبةِ يأخي
عبودي إن القلب بعدك خاليا

هل غبت يا سندي بحالك حاليا
اجب بتحيت الإسلام انك رضيا

جهزت زادك لرحلي وقلتها
حان الرحلي من الديار لداريا

ولكل من غابُ بيومٍ رجعةً
ولقائهم من بعد طول غيابيا

والموت في وقتٍ يحينُ بحينه
اصلُ الفراقي ويقبض المتعافيا

يارافع السبع العُلا دون العماد
وسع لهُ قبرً وسيعاً كافيا

وارحمه يارب العبادِ برحمتك
واسكنه فالفردوس اعلا عليا

وانر له نوراً يضيء بقبره
واغفر لهُ ما كان يفعلُ ماضيا

© 2024 - موقع الشعر