حنين الوالهة - الخنساء

يا عين جودي بالدموع
المستهلات السوافح

فيضا كما فاضت غروب
المترعات من النواضح

وابكي لصخر إذ ثوى
بين الضريحة والصفائح

رمسا لدى جدث تذيع
بتربه هوج النوافح

السيد الجحجاح وابن
السادة الشم الجحاجح

الحامل الثقل المهم
من الملمات الفوادح

الجابر العظم الكسير
من المهاصر والممانح

الواهب المئة الهجان
من الخناذيذ السوابح

الغافر النذب العظيم
لذي القرابة والممالح

بتعمد منه وحلم
حين يبغى الحلم راجح

ذاك الذي كنا به
نشفي المراض من الجوانح

ويرد بادرة العدو
ونهوة الشنف المكاشح

فأصابنا ريب الزمان
فنالنا منه بناطح

فكأنما أم الزمان
نحورنا بمدى الذبائح

فنساؤنا يندبن نوحا
بعد هادية النوائح

يحنن بعد كرى العيون
حنين والهة قوامح

شعثن شواحب لا ينين
إذا وني ليل النوائح

يندبن فقد أخي الندى
والخير والشيم الصوالح

والجود وزالأيد الطوال
المستفيضات السوامح

فالآن نحن ومن سوانا
مثل أسنان القوارح

© 2024 - موقع الشعر