طرق الخيال - الحارث بن حلزه

طَرقَ الخَيالِ ولا كليلةِ مدلجِ
سدكاً بأرْحُلنَا ولَمْ يتعرِّجِ

أنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رجيلةٍ
والقومُ قدْ قطعُوا مِتانَ السَّجسجِ

والقومُ قدْ آنُوا وكلَّ مطيُّهمْ
إلا مُواشكةَ النَّجا بالهودجِ

ومدامةٍ قرَّعتُها بِمُدامةٍ
وظباءِ محنيةٍ ذعرتُ بسمحجِ

فكأنَّهنَّ لآلئٌ وكأنَّهُ
صقرٌ يلوذُ حمامةً لَمْ تَدرجِ

صقرٌ يصيدُ بظُفرهِ وجناحِهِ
فإذا أصابَ حمامةً بالعوسَجِ

ولئنْ سألتِ إذا الكتيبةُ أحجمتْ
وتبيَّنتْ رعبَ الجبانِ الأهوجِ

وسَمعتَ وقْعَ سيوفِنَا برؤُسِهمْ
وقعَ السحابةِ بالطّرافِ المُسْرجِ

وإذا اللِّقاحُ تروَّحتْ بعشيَّةٍ
رَتْكَ النَّعامِ إلى كنيفِ العوسجِ

ألفيتَنَا للضَّيفِ خيرَ عمارةٍ
إنْ لَمْ يكنْ لبنٌ فعطفُ المدمجِ

وبعثتَ منْ وُلدِ الأغرِّ معتِّباً
صقراً يلوذُ حمامهُ بالعوسجِ

فإذا طبختَ بِنَارِهِ نَضَّجتَهُ
وإذا طبختَ بغيرِهَا لَمْ ينضَجِ

تمت الإضافة بواسطة:سالم الفروان
© 2024 - موقع الشعر