وَرَقَتِي الأَخيرة .. - فتون العنزي

شِراعٌ يُّحَرّكُ أرجاء السفينةِ
معها رحلت وتركتُ المدينة
وقفتٌ على منصةِ الوداع
أتأملُ وجوه الماثلين أمامي
يتجمهرون كَ عادتهم
لم يثيرُ أحداً منهم إهتمامي
سوى صاحب القُبعةِ السوداء
أتى لِ وداعي
أنصت لورقتي الأخيرة ..فَجاء
لِيُعَظِمُ فُرآقُنْا بجُبَّنْهِ وَ إنْهِزَآمي
وَ مشاركتي بعضٌ مِنْ الإحتفاء
بِحبٍ خالدٍ قد وَلَّى مع الأيامي
السَّمْآءُ تُهَنْدِمُ فُسَّتْآنَها
فَتَتمَآيَّلُ الغِيُّوُمُ على بَوُّآزِقِ الَنْسَّمِ
لتُغنْى معها الأمَّطآر ..
وَ تشدو لحناً حزيناً يُشبِهُنْي
ذَآتَّ نْهَآر
إستَفْقَّتُ على كَابُّوُساً يُزَلَّزِلُنْي
خَيآلٌ أمْ وَآقِع
مُضَآجْعةُ بَعَّضَ المَوْآجِع
وَالإحَّتِظْار ُ
في وَ ضح النهار
و وشاحُ الدَمَّع يكتَنْفُنْي
رِسّالّةٌ مَخْتُومْةٌ بِقُبْلَة
طِآرَت مخمُوُّرةٌ بِالهَوُّآء
حآولتُ أن أجمعها فتنثُرُني
لتتلاشى أطْرَآفُها عبثاً
مِنْ صَآحِب القُبعَّةِ السوُدآءْ
لَمْ يَّعُد هُنْاكَ مْا يُقَال
فَقْدَ رَحْلَّتُ عَنْك وَ كَفْى
خَيآلٌ
كُلُّ مَآ مَرَرّتُ بِهِ كَآن خَيآل
أَحَّلآمٌ أُجَّهِضَت بِرَحِم الهَوُّى
فقد أصّبَحتَ مِنْ ضِمْن الحآضرِيَّن
تَودِعُني وَ الجرحُ بِ دَآخِلي مُستَكين
© 2024 - موقع الشعر