تكسّرت الأقلام

تدثّرت بالأشعار مذ كنت دارجا
صغيرا ولم تخضرّ مني اللهازمُ

قُرنت به حتى كأنيَ لم أكنْ
بفقدانه شيئا .وإني لواهم

وهذي مضت بي سبع عشرة حجة
ولا غنْمَ إلا مأزق وشتائم

فما أدبي إلا هراء وما أنا
أنمّقه إلا ضليل وهائم

لقدْ كان مني غلطة مستحرّة
عواقبها البأساء والدمع ساجم

فما أنا والأشعار تلكم رزيّة
لمثلي و ما المخلوع هذي زمازم

فآخر ما يُسعى إليه قصيدة
محككة بنيايها متلاحم

إذا قلت شعرا إنما أنا هاذر
فأين الفؤاد اللوذعيّ المقاسم

وأين المصيخ الفذ والقلب والحجى
وأين العيون النجل والثغر باسم

لقد سقط الوجدان وانحطّت النهى
وقلّ ابن حوّاء وفاض الضراغم

لقدْ اُحرقتْ كل المعاجم وهْي من
قلوب ولا إلا الصخور معاجمُ

فأصبح لايحصى غنىً غير درهم
إلى درهم أمّا الحجى فمآتمُ

تكسّرت الأقلام وهْي قصائدٌ
عليها قتام بالمذلّة لازم

أيا قلمي انشقّ انشقاقة يائس
فما حبرك المذروف إلا غمائم

تمايلت الأرجاء واستفحل الهوى
وهان الصميم واستُبيح المحارم

أيافم لا تنطقْ بأية قطعة
فعظْم بنينا في البلاد أعاجم

كمثل سواق في الفلا قلّ ماؤها
تعدّ بجنبينا البحور الخضارم

11-8-06