ربما تحول الطين إلى نسيم"رثاء " - محمد العياشي

أيونس قد ودعتنا بشجاعة
كما هبت الأنسام في ساحة الورد

كأنك لمّا مت في الناس نائم
وإنا لمن حوليك ننظر كالرّمْْْد

ويينا على الريعان تطلب زوجة
وترسل فيها بالسماحة والرشْد

ولمّا دنت تبغي القران كريمة
وأقدمت إقدام المتيّم في ودِّ

أصبت بداء لا يصاب بمثله
سواك وأبلى منك ينهش كالأسْد

فزوّجت بالموت الزؤام وصار لا
يجافيك قبل الحشر في ظلمة اللحد

على الرغم منا مت وانقدت للثرى
فإنا على جمر نهيم على سهْد

فما كان أبقى الداء منك غير حشاشة
رأيناك فيها ثم صرت إلى بعْد

فما زال يأسوك الأطباء فترة
إلى أن أشاحوا عنك فارتحت بالطرد

عجبت لوجه لا يشاب بكلفة
غدا بقعا يرتاع من شرها العدِّ

رأيناك أشلاء مشوّهة الشوى
كأنك خضت النار حامية الوقد

أيونس لمّا مت صاحت نساؤنا
وصحنا معا شجوا وهل مثله يجدي

بكت أمك الولهى ووالدك اضطنى
وكل بكى جهدا وزاد على الجهد

عليك سلام الله يادمعة الندى
على زهرة حمراء في زمن وغد

تحولت طيفا قد ألاقيك في الكرى
وتجلس من قربي وأحسبني وحدي

مناسبة القصيدة

لفظ ابن الخال أنفاسه الأخيرة بيننا بتاريخ 16-1-09 على سن 25بعد صراع مرير مع المرض لم ينفع معه علاج على الأقل لفظها بيننا وملينا به وجوهنا ولم يأتنا في الصندوق رحمك الله أيها الغالي ووسع عليك في قبرك وجمعنا و|إياك في مستقر رحمته تعالى
© 2024 - موقع الشعر