الغريب

لـ شاكر لعيبي، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

الغريب - شاكر لعيبي

أمسك بالطمأنينة ونوَّمها في سرير الصغير
 
أمسك بالسعادة ونفخ في رقبتها
 
أمسك ببطر الأميرهْ
 
أمسكَ بالإيمان وعَلَّمه التواضعْ
 
وأغلق عليه القنينهْ
 
في غسق المدينهْ
 
على درجات السلم الحجريّ
 
مرسومة فوق نياط القلب الهاجعْ
 
لم يعرف، في المنفى، أندادا
 
تلقَّط بقاياه فحسب
 
ما أشدَّهْ
 
ما أبهج فجره المفطور فطرا
 
في لمعة النجمهْ
 
أمسك الفضائل ورقَّصها ترقيصة السائر في نومهْ
 
أمسك الهواجس وألبسها فستانا
 
أمسك بالظنونْ
 
أمسك بالفنون وزيَّن بها الحربْ
 
إمَّحتْ آثار الشرق أمامه وعلامات الغربْ
 
أمحى الأمام أمامه
 
وهو يغطّي المساء بمعطفهِ
 
وهو يقلِّب العلة والسببْ
 
حنانيهْ
 
أمسك بالجرح وبعث به الى باريسْ
 
أمسك باللوعة ولوَّعَها
 
أمسك بالطاسة الخزفية وشرب منها
 
وطيَّب به أثواب الإخوانْ
 
أمسك بالحظ المائلْ
 
الحنطة والرماد لديه سواءْ
 
والقول هراءٌ فاترْ
 
أمسك بالعِبَر وذكَّرَها ببهجات الحانهْ
 
أمسك بالظنونْ
 
وطيَّنَ بها قاعة المسجونْ
 
أمسك بالفنون وزيَّن بها الحربْ
 
حنانيهْ
 
إمَّحتْ آثار الشرق أمامه وعلامات الغربْ
 
إمَّحى الحصن الحصين أمامه
 
أمحى الأمام أمامه
 
ما أنظر وجهه المجلو بماء الذهبْ
 
وهو يغطّي المساء بمعطفهِ
 
وهو يتجول بين اللهفة والحيرهْ
 
وهو يقلِّب العلة والسببْ
 
التفاحة طازجةٌ بين يديهْ
 
حنانيهْ
 
أمسك بالعالم وعلَّمه الطيرانْ
 
أمسك بالجرح وبعث به الى باريسْ
 
أمسك بالرجس ومزَّق صورته الشمسيه
 
أمسك باللوعة ولوَّعَها
 
أمسك بعروس الشعر فألفاها دون عريسْ
 
أمسك بالطاسة الخزفية وشرب منها
 
أمسك بالهجران وشرب من نبعهِ
 
أمسك بالفرقد ووضعه تحت السندانْ
 
أمسك بمندل الخديعهْ
 
وطيَّب به أثواب الإخوانْ
 
أمسك بالسرمدي وسيَّجَه بالزائلْ
 
أمسك بالحظ المائلْ
 
ووجهه نحو خط الإستواءْ
 
الحنطة والرماد لديه سواءْ
 
الصمت يسمّم الهواءْ
 
والقول هراءٌ فاترْ
 
يُفْسِد عزلة الطائر في بحبوحة الغناءْ
© 2024 - موقع الشعر