عربي على دراجة هوائية - شاكر لعيبي

وُلدتُ في قلب جُمَّيزة
 
ولدتُ في ممرات الحديقة الزرقاء
 
رأيت الأبجدية تتقافز في مشية الوعل
 
عزقتُ التراب وابتنيت داراً قرب تربة أجدادي
 
كنت البحة النائمة على العتبة الشمعية
 
شطحتْ كيزاني على أثواب الصيبات
 
عبدٌ أنا، آبقٌ أنا يتعلم نظام اليمامة
 
طاردتُ الصدى في خفقة السوط
 
قلعتُ حجارة المعبد لأبني حوضاً أرى فيه السماء
 
انني سنبلة تتمايل قرب فم الأفعى
 
انني الظبي أترنح سكران بثوبي المزركش بين جبال الكرد
 
إخضرتْ آلامي في اخضرارات الغضار الصيني
 
انني الثقلان
 
أنا العشبة الخنثى تتسلق شباك الجارهْ
 
سأدق طبولي يوم ختان الحضارهْ
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
أنا الغربية المتكومة في حجرتها بانتظار الربيع
 
وأعليتُ من شأن الجروح الطفيفة على ساعد الجندي المستوحد في ظلمة المغارهْ
 
طَيَّبْتُ أثوابي لعرس صديقي
 
لا سكينة في قلب غرابي المهاجر بين ليلين
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
غنيتُ العشبة التي كانت تغني الغصون
 
داعبتُ طيور السجن وواسيتُ المجنون
 
إنني شاعر إكزوتيكي
 
وطاردتُ غراب الجزيرة من سواد لسواد
 
ألمْ أقُلْ للكثير بأن يَقِلَّ
 
أنّى لي بهذا وذاك
 
قلتُ للشفة كوني ظلاً لجسدي
 
قلتُ للعين الجميلة كوني
 
أفلم أحيد عن السراط لكي أحدِّدهُ
 
ألم تتضح عورتي بعد لعيون العذارى
 
كم من ريح أفسدها لهاثُ فأسيَ الهابط الصاعد
 
أنا حشرة ما قبل التاريخ المحفورة على حجرٍ
 
ضجرٌ ينام على ضجرٍ
 
سخر المهرجون من خطواتي وتصويتي
 
أنا صديق الفلكيين حاسبي العدم في الحبة والقيراط
 
أنا عين الحَجَل
 
حبات الغيظ المتساقطة من جبهتي
 
أجفلتْ قهقهتي أعمدة سمرقند
 
أنا ورق الخريف المتبعثر تحت أقدام الرخويات
 
أنا رقصة الجند في ليلة إحتلال العاصفه
 
فتشتُ عن الحقيقة الجارية في السواقي
 
لكن تدفق الفجر أكلني
 
لم يهجع الأخطبوط اللابط في قلبي
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
أنا الكلمة الأخيرة التي قالها الياقوت
 
أنا أول خطوة في غربة المتنبي
 
أنا النوء الكربلائي محمر العينين
 
تحرَّزتُ بخلخال هاجر
 
أنا حكمة اللاشيء في غرفة الإغريقي
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
وعقلتُ الجَمَال في بنصري
 
أنني شاعرٌ مستفعلٌ في ظلامٍ فاعلٍ
 
سيقهقه هذه الشاعر
 
قلتُ للشفة كوني ظلاً لجسدي
 
لأكون فداك
 
قلتُ للعين الجميلة كوني
 
أفلمْ أختلق مرآتي
 
أفلم أحيد عن السراط لكي أحدِّدهُ
 
أفلم أقل بانني سيِّد الرنة ومملوك النغمات
 
ألم تتضح عورتي بعد لعيون العذارى
 
كم من جرح خفقتْ حمامتي فوقه
 
كم من ريح أفسدها لهاثُ فأسيَ الهابط الصاعد
 
كم من قرارة يأس فاحتْ في قرارة كأسي
 
أنا حشرة ما قبل التاريخ المحفورة على حجرٍ
 
أنا شاعر خرَّبه التنقل في زخارف المعموره
 
ضجرٌ ينام على ضجرٍ
 
أنا أقطاعي الشعر
 
سخر المهرجون من خطواتي وتصويتي
 
لكم تأخرتْ العجلات باللحاق بقدمي
 
أنا صديق الفلكيين حاسبي العدم في الحبة والقيراط
 
أنا قرين الكوارث التي خصَّب عماها النبات
 
أنا عين الحَجَل
 
تزوجتُ فلاحة مصرية قبَّلتْ، مرة، في ظل نخلة
 
حبات الغيظ المتساقطة من جبهتي
 
أحببتُ الخسارات ونبذتُ الخمور
 
أجفلتْ قهقهتي أعمدة سمرقند
 
وحرَّكتْ أقراط النساجات الكبيرات العاقلات
 
أنا ورق الخريف المتبعثر تحت أقدام الرخويات
 
في شارع التأوهات العاليه
 
أنا رقصة الجند في ليلة إحتلال العاصفه
 
بحثتُ عن معنى في حبات الرمانه
 
فتشتُ عن الحقيقة الجارية في السواقي
 
أكلتُ قلب الشجره
 
لكن تدفق الفجر أكلني
 
نمتُ رخي البال بين فكي أسود بابل
 
لم يهجع الأخطبوط اللابط في قلبي
 
ولم تنم الزنابق الدوارة حول أسطورتي
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
أنا الإستعارة التي إستعارها الثمل لكي لا يقول
 
أنا الكلمة الأخيرة التي قالها الياقوت
 
انا يوسف النائم في خيوط العنكبوت
 
أنا أول خطوة في غربة المتنبي
 
أنا دمعة موليير
 
أنا النوء الكربلائي محمر العينين
 
أنا كأس أبي نواس الرجراجة بالخناس
 
تحرَّزتُ بخلخال هاجر
 
لأنني النسمة التي تنعش الوسواس في قلب الفاجر
 
أنا حكمة اللاشيء في غرفة الإغريقي
 
أنا رجل أستاطيقي
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
أطلقتُ العقل لفوضاه
 
وعقلتُ الجَمَال في بنصري
 
فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن
 
أنني شاعرٌ مستفعلٌ في ظلامٍ فاعلٍ
 
هاه… هاه… هاه… هاه…
 
سيقهقه هذه الشاعر
 
من يقدر أن يعتقه من نجواه ؟
© 2024 - موقع الشعر