طائرٌ يترنم وشاعرٌ يتألم - عبدالخالق الزهراني

يا طائر الدوحِ ما أشجاك أشجاني
فقف أساقيك أحزاناً بأحزاني

عشرون عاماً بلوتُ الدهرَ في جلَدٍ
فما رأيتُ سوى الآلام تلقاني

وما رأيتُ بها شيئاً أُسَرُّ بهِ
لا الأرضُ أرضي ولا الغدران غدراني

وأنت مثلي غريبٌ تدّعي فرحاً
بالشدو والشدو سلوانٌ لنشوانٍ

والشدو كالشِّعرِ تنفيسٌ لمبتئسٍ
وفيهِ ما فيهِ من وزنٍ وألحانِ

يا طائر الدوحِ في دنياك موعظةٌ
مهما تسلّيتَ أنتَ العاجزُ الفاني

وهذه الدارُ قد أبلَتْ مصائبُها
قبلي وقبلك أقواماً بأوطانِ

لكنْ هلاكك لنْ تلقى سواهُ ردىً
أمّا أنا بعد هُلكي موعِدٌ ثاني

هُناك قبرٌ وأهوالٌ تُشيّبُني
يومَ القيامةِ مجزيٌّ بعصياني

يفرُّ منّي أبي والكربُ يشغِلُهُ
عنّي وأمي وإخوان وخلاّني

واسوأتاهُ إذا حوسِبتُ وانكشفتْ
معايبي وبدى ظُلمي وطغياني

واسوأتاهُ إذا أُوقِفتُ بين يديْ ربّي
وما ثَمَّ شئٌ غير خُذْلاني

واسوأتاهُ إذا ما قيلَ يوم غدٍ
خذوهُ غلّوهُ وابؤسي وحرماني

واسوأتاهُ إذا ما قادني ملَكُ
مُكبّلاً ثُمّ ألقاني بنيرانِ

ياربّ إني مُقِرٌّ بالذي كسبت
يداي فاغفر وعاملني بأحسانِ

أرجوك يامن لهُ الأكوانُ ساجِدةٌ
أرجوك ياربِّ في سرّي وإعلاني

فليس لي ملجأٌ إلا إليكَ وإنْ
كنتُ الظلومُ بأوزاري وبُهتاني

© 2024 - موقع الشعر