كيف لي بالله أسلوها وأزهدْ - عبدالخالق الزهراني

كيف لي بالله أسلوها وأزهدْ
وأنا منها فؤادٌ يتنهّدْ

إنّها الماء الذي أرشفُهُ
إنّها أعجوبةُ الحسنِ المُخلّدْ

وجهُها لا شئ يبدو مثلهُ
أيُّ شمسٍ أيُّ بدرٍ أيُّ فرقدْ

عينُها واللهِ حفلٌ ساهِرُ
من جمالٍ كلّ مافيهِ ممجّدْ

كم قضيت الليل كأسي غمزُها
سكرةٌ ما مثُلها والقلب يشهدْ

كلّ ما قمتُ لأشدو هائماً
من هواها أرسلتْ سهماً مُسدّدْ

فأصابتني فأجثو عندها
مثل طفلٍ بين كفّيها مُمدّدْ

شعرُها من رقصةٍ في رقصةٍ
يوقظ الأشواق في نفسِ المُسهّدْ

خصرُها.. عذراً فما مِنْ جُملةٍ
تستطيعُ الوصفَ لمّا يتميّد

هي لا أدري إذا ما أقبلتْ
بين غيدٍ هنّ رملٌ وهي عسجدْ

هي لا أدري إذا ما أدبرتْ
أيُّ شئٍ من خُطاها يتوقّدْ

كلُّ مافي عالمي يزهو إذا
ما أمسكتْ كفّي وأنفاسي تصعّدْ

عطرُها يدعو فأدنو حالِماً
مُستجيباً والذي حولي تجمّد

كمْ سألتُ الوقت لا تمضي إذا
جُدت باللقيا ولكنْ يتمرّدْ

فإذا الساعات حلمٌ عابرٌ
وأنا من بعدهِ طيفٌ مُشرّد

من رآها ظنّها حوريّةٌ
من جِنان الخلد أنثى تَتجسّدْ

فهي دنيايَ التي أعشقُها
روعة الأيام منها تتجدّدْ

لا تقولوا إنْ سمعتُمْ وصفها
شاعرٌ جاز الخيالاتِ وأبعدْ

والذي يدري الخوافي وحدهُ
إنّها للحسنِ في عينيّ معبَدْ

بعد هذا هل تُرى القلب الذي
بثّ هذا الشعر يسلوها ويزهدْ

© 2024 - موقع الشعر