كيــف الحــال ؟ - عبدالله الحامد

-1-
كتبت إلي تسألني
صديق الشعر والشعرى
عن الأحوال تسألني
وكيف الأهل في الصحرا؟
وحالي حال صحراء
تمزق شملها عشرا
صديقي ! كيف تسألني ؟
وحالي لم تعد سرا
ألم تسمع ألم تبصر
حروب الفتنة الكبرى ؟
وسيف الهرج لم يرحم
وليدا يرضع الدرا
وتلك شعوبنا رقصت
على تعذيبها سكرى
وفوق خليجنا نفط
تمطى زيته جمرا
ألم تسمع ألم تبصر
جنونا أشعل البحرا ؟
ولم يعتق لنا شاما
ولا نجدا ولا مصرا
نحرنا النوق لم نكرم
لنا كبرى ولا صغرى
عقرنا الخيل لم نعتق
لنا فرساً ولا مهرا
حرقنا الحقل لم نترك
لنا نخلا ولا نهرا
عقلنا العز لم نطلق
لنا أسدا ولا صقرا
وآب صقورنا نملا
وعاد أسودنا ذرا
عقمن نساؤنا عن أن
يلدن الشهم والحرا
وصار حصاننا بغلا
ويمسخ نمرنا فأرا
وقيصر صار والدنا
وكان بأمسنا كسرى
نخرب شهوة مصرا
لنبني فوقه قصرا
وبيت العز منهدم
على الهامات قد خرا
فمزقنا عباءات
تقينا البرد والحرا
وأدنا كل أحلام
تزف الوعد والبشرى
 
-2-
رثيت القوم إذ بادوا
كأطلال غدت قفرا
وهم كالسرو قامات
وهامات هوت ذعرا
فلا لعروبة صانوا
وقد كانت لهم فخرا
ولا لديانة حفظوا
وقد كانت لهم قصرا
فكم من باعث جيشا
ليقتل قومه صبراً ؟
وكم داع لإيمان
وقد ملأ القرى كفرا ؟
يفرق شملنا بددا
ليبني الوحدة الكبرى
يحدثنا عن الشورى
وقد قهر القرى قهرا
وفي يمناه مصحفنا
وجبت في اليد اليسرى
كتاب أحمر حينا
وأخضر تارة أخرى
ويعمر دارنا خوفا
ويزرع حقلنا فقرا
يذبحنا بأيدينا
ويشرب نفطنا خمرا
 
-3-
توضأ مساءا كي
نصلي الفجر في المسرى
فجاء الروم أسرابا
لعيد الفصح في بصرى
نمرغ في الرغام أبا
روى الأمثال والشعرا
ونشرب كل مأساة
ونعصر ذلنا خمرا
فنألف كل موبقة
ونفرح إن نعش أسرى
وكان الصوت لي سلوى
فصار الصوت لي ذعرا
وكان البيت لي سجنا
فصار السجن لي قصرا
صديقي كيف تسألني ؟
ألم تسمع ؟ ألم تقرا ؟

مناسبة القصيدة

كتب إلي صديق عزيز من بلد بعيد يسألني : كيف الحال ؟ 1418هـ مع التحية إلى الدكتور: محمد إبراهيم نصر:القاهرة.
© 2024 - موقع الشعر