حقول قريبة من مرمى الهمس - حسين الهاشمي

دعنا
 
نفتح مرآة أخرى
 
ونعلّق للذاكرة
 
عيونا أخرى ..
 
من أجلك .. من أجلي
 
دعنا نصطحب منجم نافذة
 
كي لا تهتف الستائر
 
برقصة داكنة ..
 
كي يهتف العشب عائدا من سباته
 
كي لا تنفرط الألوان
 
عند حقول ترمي الأنظار ..
 
دعنا أيضا
 
نبحث لبيوت الرماد
 
عن أعين لها جمرات غياب ..
 
دع القاطرات تخلع رداء أنفاقها
 
والحقائب
 
تهرول للعناق
 
لتضمّد وعورة الغرباء ..
 
دعنا نمرّ نافذةً
 
تخطفها عربات البريد نحو طفولة .....
 
لا أبحث
 
عن ألبومات بديون ِ عماء
 
من أجلك
 
كم أنفقتُ من ملح انتظار
 
وكم ابتلعتني أخاديد سراب ..
 
من أجلي
 
كم أنفقت َ سماءً للركض
 
على قطن غيوم
 
فإلى أيّ مصاطب للخريف
 
تنزوي
 
كقبضة ميلاد بلا شموع ....
 
دعنا نقلّب تربة المجهول
 
لماذا
 
تجفّ معادن ألفاظها
 
ونقلّب كل العربات
 
بدءا من مقلع الحجارة
 
إلى
 
مقلع السحاب ..................
 
نحن الذين تؤرقنا حمّى الفصول
 
منذ متى
 
على سقوف أرواحنا نهبط
 
على أثر بعيد
 
ونصغي لمزاميرها مثل قداس بعيد ..
 
هناك
 
رأينا كأس الريح
 
بطلاءٍ للسؤال
 
تشربنا رصيفا .. رصيفا
 
ورأينا الأرض _ لثقل ذلك _
 
أسراب مظلات ..
 
ألهذا
 
كلما نهبط أوقفنا سؤال عالق
 
في قشّة للصمت ؟
 
وتحتنا هاوية لحوار طليق ..
 
دعنا إذاً نعلّق نافذةً
 
لقبو ألفاظٍ عصافير ..
 
أيها الشاعر
 
لا أدري ..
 
لحقولك القريبة من مرمى الهمس
 
أرمي بنفسي
 
بينما عكازك بثقوب أنظاره
 
هل أصيب بالندى
 
أم بالبكاء ...............
 
لا أدري
© 2024 - موقع الشعر