سيرة ذاتية لظلّ عائم - حسين الهاشمي

التراب
 
لا يدفئ أحدا ..
 
جاءوا به ليهدأ في ثياب تراب
 
لكني أراه
 
مرة يقفز على رفوف غيمة..
 
مرة يهبط على منجم نهر..
 
ومرة يشرب الشمس
 
كي يختبئ
 
تحت ثمالة ظله...
 
كيف يلامس منائر الهواء
 
تحت سقوف انهيار
 
ويوزع الحلوى
 
على آثار أقدام مريرة...
 
الذين تركوه
 
علّقوا ملامح بحّار
 
يطلق الندم هبوبا
 
لزورق ورقي
 
والذين جاءوا به
 
علّقوا فناره
 
بين معاول الحفارين..
 
لكني أراه..
 
لكنه الآن يزاوج بين قطرتين من النشيج
 
في إناء قرنين
 
سيفترقان غدا
 
فلم يفترقا....
 
جاءوا
 
وعادوا به حكاية للدفء
 
يتناقلها الشتاء
© 2024 - موقع الشعر