فَعْلَلَ...ثَرْثَرَ... - إبراهيم طيار

قيلٌ وقالْ
 
همسٌ وقهقةٌ..
 
هدوءٌ وانفعالْ
 
سطرٌ يشذُّ عن الطّريقِ..
 
وأحرفٌ سكرى..
 
تنوسُ من اليمينِ إلى الشّمالْ
 
وخواطرٌ تهذي
 
و عقلٌ..
 
داخلٌ أو خارجٌ من ألفِ حالْ
 
مُتقلّب الأحوالِ..
 
إنْ مالتْ به الأهواءُ مالْ
 
بينَ الحقيقةِ والخيالْ
 
وأصابعٌ عشرٌ تخطُّ على الرّمالْ
 
فعلن..
 
فعولن..فاعلن
 
والرّيحُ تكنسُ ما يُخطُّ بلا كلالْ
 
وتقولُ في خبثٍ:..
 
محالْ
 
أنْ تبلغَ الكثبانُ أعمارَ الجّبالْ
 
أو تستحيلَ الفعللاتُ إلى فِعالْ
 
الشّعرُ ثرثرةٌ..
 
ككلِّ المُحدثاتِ..
 
و إنَّ كلُّ المُحدثاتِ إلى زوالْ
 
.
 
الشّعرُ ثرثرةٌ إذاً..
 
وجميعُ من سبقوكَ في "هذا المجالْ"
 
كانوا يبيعونَ الحقيقةَ بالخيالْ
 
ويفعللونَ..
 
يفعللونَ..
 
يفعللونَ...
 
ولا فِعالْ
 
إنْ أحسنوا..
 
قالوا: هو الإبداعُ..
 
والإبداعُ أحسنهُ ارتجالْ
 
أو أخطأوا..
 
قالوا: لقد سبقتْ سيوفُ الشّعرِ..
 
عذلَ النّقدِ..
 
والشّعرُ ارتجالْ
 
.
 
وأنا أقولُ كما يقولونَ..
 
ارتجالْ
 
مثل التمطّي..
 
والتثاؤبِ والسّعالْ
 
.
 
ثرثرْ إذاً..
 
كجميعِ من سبقوكَ في "هذا المجالْ"
 
قلْ أيّ شيءٍ فارغٍ..
 
مثلاً..
 
تصوّر نفسكَ المنصورَ..
 
وابدأ بالقتالْ
 
وافتح هرقلةَ..
 
قلْ "هِرَقْ..لَ..ةَ"
 
ضُمّها ضمّاً إلى مُلكِ الخلافةِ..
 
قلْ "هِرَقْ..لَ..ةُ"
 
عدْ بنصرٍ..
 
أو بنصرٌ..
 
أو بنصراً..
 
كلُّ شيءٍ جائزٌ في الشّعرِ..
 
والأمرُ ارتجالْ
 
مثلَ التمطّي..
 
والتثاؤبِ والسّعالْ
 
.
 
هاجم حصونَ الرّومِ..
 
قلْ "هاجمتُها"
 
هاجمتُ: فعلٌ..
 
صار فعلاً ماضياً جدّاً..
 
وها:
 
صارتْ ضميراً لا محلَّ له من الإعرابِ..
 
في لغةِ النّضالْ
 
والتاءُ في "هاجمتُ"..
 
تاءُ الفاعلِ المفعولِ فيهِ
 
وكانَ إن فعلوا..
 
يقولُ:أنا فعلتُ..
 
يمطُّ تاء فعلتُ كاللبّانِ من شفتيهِ..
 
يعلكها..
 
وينفخها كبالونٍ..
 
يفجّرها لتدوي في مسامعنا الثّقالْ
 
.
 
نصحو على صرخاتِ..
 
ديكِ الحيِّ "قالْ"
 
و نصيحُ: قالْ
 
مثلَ الدّيوكِ..
 
وبعضنا مثلَ الدّجاجِ يبيضُ قالْ
 
.
 
قالَ التي في أصلها مشتقّةٌ..
 
من فعلِ "صَالْ"
 
صالَ التي سقطتْ من القاموسِ سهواً..
 
بعدما سقطتْ من القاموسِ سهواً قبلها..
 
هممُ الرّجالْ
 
هممُّ الرّجالِ تخنّثتْ..
 
-سهواً-..
 
وسهواً أصبحتْ "خيلٌ"..
 
بغالْ
 
والنصرُ..
 
أصبح نُصِّ نُصِّ..
 
وراءُ نصرٍ رُّوضوها..
 
أصبحتْ "روبي"..
 
وروبي روّضتْ كلّ الرّجالْ
 
.
 
هذا مثالْ
 
ولديَّ أمثلةٌ مشابهةٌ..
 
تليقُ بكلِّ حالْ
 
يا أيّها العربيُّ في وطنِ التمطّي..
 
والتثاؤبِ والسّعالْ
 
.
 
إنْ شئتَ أكملتُ القصيدةَ..
 
إنْ أردتَ جعلتُ منها قصّةً وروايةً..
 
ومسلسلاً مستورداً ومدبلجاً..
 
لا بأسَ..
 
فالأمرُ ارتجالْ
 
لكنني -من بعدِ إذنكَ -..
 
قد مللتُ من التمطّي..
 
والتئاؤبِ والسّعالْ
 
ومللتُ من قلمي ومحبرتي وأوراقي..
 
ومنْ تقطيعِ أوصالِ الحروفِ..
 
ووصلها مثلَ الحبالْ
 
.
 
السّرُ فيكَ..
 
فدعكَ من قيلٍ وقالْ
 
مزّقْ كتابَ الشّعرِ..
 
إنَّ الشّعرَ ثرثرةٌ..
 
وفتّشْ عن جوابٍ للسّؤالْ
 
يا أيّها العربيُّ في وطنِ التمطّي..
 
والتثاؤبِ والسّعالْ
© 2024 - موقع الشعر