" رُضوانْ "

لـ إبراهيم طيار، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

" رُضوانْ " - إبراهيم طيار

" إنّ القتلَ لنا عادة..
 
وكرامتنا من اللهِ الشهادة "
 
*
 
لا ترحلْ..
 
لا تغمض عينيك..
 
ولا تطفئ قلباً يتوّقدُ في أضلاعك...
 
يا رضوانْ
 
دعني أكتبُ بالبرقِ القادمِ من عينيكََ..
 
وأتكلّمُ لغةَ النيرانْ
 
دعني أكتبُ شعراً..
 
يصهلُ في الأرض العربيةِ كحصانْ
 
في زمنٍ يقتلُ نزقَ الخيلِ..
 
ويغتالُ الفرسانْ
 
انهضْ يا ليثُ..
 
انهضْ يا جبلُ..
 
أما تخجلُ منكَ الأكفانْ
 
أو لا يدري نعشكَ من أنتَ؟
 
ألم يسأل قبركَ عن اسمكَ..
 
يا رضوانْ
 
دعني أصرخُ..
 
دعني أتكلّمُ باسم الجرحِ..
 
وأتحدّثُ باسم الأحزانْ
 
دعني أقطعُ قلمي..
 
كي ينزفَ فوق الدّفترِ كالشريانْ
 
دعني أبكي..
 
دعني أتنهّدُ..
 
أتمرّدُ..
 
وأجاهرُ يوماً بالعصيانْ
 
دعني أكسرُ أبوابَ الغضبِ..
 
وأدخلُ من دون استئذانْ
 
دعني أُغمد كلماتي..
 
مثل حرابٍ في كلِّ الآذانْ
 
دعني أبصقُ بالشّعرِ..
 
على كلِّ الغلمانْ
 
دعني أصفعُ بالشّعرِ وجوهاً..
 
يتبوّلُ فيها الشّيطانْ
 
مازالت تكفرُ بالتوراةِ..
 
وبالإنجيلِ..
 
وبالقرآنْ
 
تعبدُ هُبلَ " الإسرائيلي"..
 
وتعبدُ -لاتَ - الأمريكانْ
 
دعني أكسرُ كلّ الأصنامِ..
 
وأحرقُ بالشّعرِ الأوثانْْ
 
دعني أطلقُ نار الكلماتِ..
 
على جثثٍ..
 
تتعفّنُ في أقبيةِ الرّدةِ من أزمانْ
 
وأقولُ كنوحٍ..
 
ربِّ ابعثْ فيهم..
 
زلزالاً..
 
أو طوفانْ
 
يا ربّ يئست..
 
فلن يؤمن قومٌ يغتالونَ الإيمانْ
 
انهضْ يا ليثُ..
 
انهضْ يا جبلُ..
 
أما تخجلُ منكَ الأكفانْ
 
قتلوكَ..
 
وظنّوا أن الدّمَ إن سالَ..
 
سيمحوهُ النسيانْ
 
لاشيء لدينا بالمجّانْ
 
أشجارُ الأرزِ تُحاصركم..
 
في كلِّ مكانْ
 
والثأرُ يُحدِّقُ مثل الصقرِ الكاسرِ..
 
من بينِ الأغصانْ
 
لاشيء لدينا بالمجانْ
 
الأرضُ تميدُ بكمْ..
 
أنتم تقفونَ على فوهَةِ بُركانْ
 
والموتُ يُناديكم..
 
بالرُّتبِ..
 
وبالأسماءِ..
 
انتحروا الآنَ..
 
انتحروا الآنْ
 
أنتم في قبضةِ حزبِ اللهِ وقعتم..
 
فأعدّوا الأكفانْ
© 2024 - موقع الشعر