الدليل

لـ إبراهيم نصر الله، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

الدليل - إبراهيم نصر الله

تخرجُ الروحُ من طينها نحوَ أرضٍ
 
هي الروحُ والطينُ
 
والشمسُ في شرفات الأصيلْ
 
ظلُّها شجرٌ فارعٌ يستغيثُ
 
وخطوتُها مهرةٌ تتفلَّتُ
 
من كبوةٍ .. وهلالٍ قتيلْ
 
... ...
 
صحراءُ
 
... ...
 
كانت بحارُ الرمال إلى الشرقِ منقوعةً بالسرابِ
 
إلى الغربِ ذائبةً في الرياحِ
 
بحثْنا عن النجمِ
 
لكنهُ راحَ يٍسألنا شاحباً عن سبيلْ ‍‍‍‍‍‍
 
... ...
 
سبعةٌ .. وثلاثُ نساءٍ وطفلٌ
 
ولا شيء في اليدِ إلاَّ القليلْ
 
قالَ : من ههنا ...
 
فمشينا على هَدْيِهِ
 
قالَ : جُعْتُ ..
 
بسطْنا لهُ زادنَا فآستراحَ
 
وكنا هنالكَ من حولهِ غابةً من نخيلْ
 
... ...
 
تخبزُ الريحُ أنجمَها في الظهيرةِ
 
والأرضُ من تحتنا تترمَّدُ
 
والشمسُ من فوقنا تَتَقَلَّبُ في نارِها
 
واللهيبُ نِصالٌ خرافيةٌ
 
جمرُها معدنٌ ذائبٌ في الصَّليلْ
 
... ...
 
سنةٌ أورقَ العشبُ في لحمنا
 
.. انطفأَ العشبُ
 
أَينعَ حُلْمٌ ..
 
وضلَّ صهيلْ
 
ولا حجراً مهملاً كي نَقيْلْ
 
... ...
 
خذي قامتي واستريحي قليلاً
 
أنا طَلَلٌ في هواكِ يسيلْ
 
... ...
 
ولم يكُ فينا الذي يتهاوى
 
ويبكي لأنَّ الطريقَ طويلْ
 
... ...
 
كانَ يُنشِدُ مشتعلاً في الظلامِ :
 
أنا من يُقَلِّبُ هذي البراري كراحتهِ
 
ثمَ يمتدُّ للنجمِ يستلُّهُ من فضاءاتهِ
 
يمسحُ الليلَ عن وجههِ ويغني له
 
: يا جميلْ ‍‍‍‍‍‍
 
... ...
 
وسرنا على هدْيِهِ
 
قالَ : جعتُ
 
اختَلَيْنَا بأرواحنا ..
 
فذبَحْنا له واحداً
 
ستةٌ ..
 
وثلاثُ نساءٍ ..
 
وطفلٌ ..
 
ويومُ عويلْ
 
ليلةٌ .. ليلتانِ
 
هوى
 
قالَ : جعتُ
 
ذبحنا لهُ امرأةً
 
قالَ : جعتُ
 
وحَدَّقَ في الطفلِ
 
: آكُلُهُ قبلَ أن يَفْسُدَ الطينُ فيهِ ويكْبُرَ
 
طفلاً هزيلْ
 
وسرْنا على هدْيِهِ
 
... ...
 
لم يكنْ قد تَبَقَّى سوى اثنينِ
 
قالَ سأُبْقي عليكَ لتتبعني
 
ولِتشهَدَ أني وصلتُ
 
وأني اختتمتُ الرحيلْ ..
 
وسرْنا ..
 
ولكنه قالَ : جعتُ
 
استدارَ إلى جثتي هائجاً
 
عبرَ ظلِّي النحيلْ
 
... ...
 
هكذا
 
لم يصلْ أحدٌ آخرَ الأمرِ
 
غيرُ
 
الدليلْ .
© 2024 - موقع الشعر