لحـن الغيـاب ... - محمّد كمال السخيري

أَمِنْ صَمْت آهاتنا في اللّيالي
تُناجي الذي قد هوى من أنيني

وُجودي كموتي وأنتَ السّليبُ
وقلبي تراه حفيفَ سكوني

فَخُذْ من حياتي أريجَ الخلود
وَبَعْثِرْ بِرِفق بقايا جنوني

كشمس أنا ترتوي من حريقي
وبدرٌ هواكَ يضيء عيوني

فلا الأمس قد بدّدته الدّموع
وأنتَ الهوى قد بكاه حنيني

فهلاّ سكبتَ الّذي قد مزجْنا
وأسقيتَني من يديكَ شجوني

فما لون أقدارنا إن تباكت
وأنتَ الوجود وإن غِبْتَ عنّي

أنا طفلةٌ في رباكَ تطوف
وقلبي كَطَيْرٍ أَسِيرٍ يغنّي

أيا دمعةً مزّقت وجنتيّ
وألقت بأحلامنا في التّمنّي

فأنتَ اشتياقي وأنتَ احتراقي
وأنتَ انصهاري كروحي وفني

© 2024 - موقع الشعر