خذ عيونَ المساء رحيلا - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

قالَ لي صاحبي :
 
تنحَّ قليلا
 
ليمرَّ الهزيمُ منك رحيلا
 
نابغيّ الحوك يمتد أنجما
 
وصهيلا
 
موكبٌ من لغو الحصى
 
والحكايا
 
رملُ سرٍّ، وما اشرأبَّ نخيلا
 
نجمة
 
شمعة
 
وليلا قصيا
 
روعة
 
تسكنُ الصدى إكليلا
 
هيَ منك التماعة
 
سبيلا
 
أم سوارُ الحرفِ الذي
 
كان بسطا
 
قد غدا موقفا وصار دليلا ؟
 
قلتُ : الخيولُ مراوحٌ
 
والنقعُ مثلومُ المهبِّ، وفارسٌ
 
ينسلّ من جرح المدارْ
 
ومنْ ذماء الدكر في ندُب الديارْ
 
جهامة
 
وحمامة
 
فإدا الحصارُ يزمُّ ماء الجانحين
 
ولا حصارْ
 
رحلَ النهارُ عن النهارْ
 
مسافة الأمواه ظمأى، والأوارْ
 
تبعثران حقيبة الأنهارْ
 
مثلَ عباءةٍ عرَبيةٍ فلقتْ ضفافْ
 
وتوسدتْ
 
منْ خاطر الكلماتِ
 
أرصفة الهتافْ
 
على حدود الماء والنارْ
 
اختلجنا
 
كم مخاطبة محتها حبسةُ الأوتارْ
 
كمْ ترنحَ هدهد الإبحارْ ؟
 
ثرثرة الحروفِ أنا
 
هنا
 
هذاءُ الأفق
 
ينقضُّ انخطافا
 
من البحر الذي ..
 
عبَّ الزمانَ وما انتهى دمنا ..
 
وقلتُ : نداوة الأشياءْ
 
أملودُ اختياري
 
معطفُ الذكرة مغارة متهمٍ
 
أو منحنى نبإ
 
وبلقيسُ الكلام صُبابة
 
من مبهمٍ
 
قدمان
 
تستبقان
 
محوَ الذاكره
 
ألهوبُ صحو يلهبُ الطللُ
 
المعممَ بالخفاءْ
 
بداوة الأشياءْ
 
عنقودَ الطفولةِ في دوالي الكاس
 
أو حببَ النداءْ
 
يدا يمد البحرُ للبحر الذي
 
والأمسُ أمسْ
 
للنجم يغزلُ من شعري
 
بوارقه
 
والليلُ حرفٌ
 
وكلّ الصوتِ بيداءُ
 
يطوي بمنحلِّ عقد مما أشدُّ به
 
رواحله خيط وأصداءُ
 
وقد يوزِّعُ مني
 
أو يجمِّعُ
 
ما لا أذكرُ الآنَ فالأوتاد
 
رجفاءُ
 
ما خيمة واختلالُ الوقتِ أعمدة
 
وما اختزالُ حديثٍ وهْوَ إعياءُ ؟
 
لم يقلْ صاحبي :
 
خذ عيونَ المساء رحيلا
 
تململَ منه الكلامُ
 
ولا مهدَ أو لثغة اساقطتْ
 
موقفا أو بديلا
 
أجهشَ القولُ وارتبكا
 
كانتْ له شركا
 
وسما صاحبي إذ سما ملكا
 
لم يقلْ صاحبي :
 
خذ عيونَ المساء رحيلا
 
تململَ منه الكلامُ
 
ولا مهدَ أو لثغة اساقطتْ
 
موقفا أو بديلا
 
أجهشَ القولُ وارتبكا
 
والحتوى ما احتوى من فواصلَ
 
كانتْ له شركا
 
وسما صاحبي إذ سما ملكا
 
وبكى ..
© 2024 - موقع الشعر