ألا قــدحٌ لعُـيـون الحِمـَى ؟ - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

أقرعتَ البابَ الذي كلمَ
 
أمْ ذرعتَ الغيابَ والعدمَ، أمْ سمعتَ الأنخابَ سائلة :
 
هلْ كرعتَ الحَبابَ والوهَمَ أمْ وسِعتَ السَّرابَ
 
صدرًا همَى، في الأقاصي
 
كأنَّه ما همى
 
أمْ نقعتَ اللؤابَ في المُنتهَى
 
أمْ لك المُنتهَى نأى ديَما، أمْ خلعتَ العتابَ
 
ماءًا على ما سَها أمْ على الذي انسجمَ ؟
 
تلكَ آياته
 
وهذي يد للتآويل تنسجُ الكلمَ. ترتقُ المُرتأى إشارتها،
 
وتريقُ المدَى الذي احتدمَ في عيون الصَّدى.
 
ألا قدح يشهقُ الآنَ في عيون الحِمَى ؟
 
الندامى حُجون خارطةٍ تشربُ التاريخَ الذي انكتم.َ
 
الندامى جنونُ باسطةٍ هوْدجَ الأين يرتقي العلمَ.
 
الندامَى شجونُ واخِطةٍ مدرجَ البين.
 
هلْ ترى سُلما ؟ الندامى فتونُ خارطةٍ تكتبُ التاريخَ الذي انبهم.َ
 
الندامى فتونُ كأسي التي .. والجنونُ الذي ..
 
وما جمجمَ ..
 
والسكونُ الذي .. ألا لغة لي ؟
 
ترامى إلى الطريق وما أتهمَ اللبلابُ مُتكِأ،
 
منْ سؤال، على الذي أتهم.َ
 
ما انتمى. الدجونُ مرمدة ٌ. أيَّهذا الخريفُ :
 
كيفَ انتمى بارقُ الوقتِ مُصلتًا،
 
والسُّرى ما غوى مُصْمتًا ولا غمغمَ ؟
 
كيفَ غامَ العرجونُ عنْ كِلمةِ الليل، والليلُ،
 
بالشرودِ، احْتمى ؟
 
كيفَ نامَ الهوى على شفةِ الطلِّ، والطلُّ ساهرٌ أنجما ؟
 
يا رعى الله أنجمًا شردتْ قبلَ أنْ يبكي شاعرٌ في الحِمَى.
 
الحكاياتُ الناسياتُ
 
دمي شرفة للبحْر الذي سئمَ الموجَ فانثالَ،
 
مِنْ تهدّجه،
 
شرفاتٍ ترتبُ الحلمَ
 
خارجَ الوقتِ
 
كيْ يُرتبَها شاعرٌ جغرافية كلما لملمَ الفوضَى،
 
وانتحى جهة هيَ فوضَى كأنه ما لملمَ،
 
وكأنَّ النظامَ قافية لقصيدٍ يَستدرجُ الوهَم،
 
وكأنَّ المرامَ إثفية والجَذى، منها، لاهجٌ ضرَما،
 
وكأنَّ الحَمامَ مِنْ زبدٍ ذاهلٌ واللاشيئَ ما سلمَ،
 
وكأني مُسترسلٌ ذاهلٌ عنْ جناح المعنى.
 
هلْ جرتْ موجة أمْ سرتْ مهجة
 
إلى ما همىَ منْ نداءاتِ الشمْس حينَ همى
 
وَرقًا يأرقُ، انتباهًا، كما أرقَ البرقُ في عيون المَدى
 
والندَى يشهقُ اكتناهًا نما سُورة المُرتأى
 
إلى سَوْرةِ المُنتأى خافقا ما ابتدا نغما ؟
 
قلتُ : هلْ أطرقَ الصَّدى
 
حينما طرقَ البابَ شاهرٌ ميْسما
 
مِنْ رئيِّ الصُّوى تجاذبُه، بالنوى، لوحة دنتْ أمَما،
 
ودنتْ لمحة .. تخاطبُه، باللوى، عابرًا موسما للسّراباتِ،
 
والسِّوى خبرٌ، والكِتاباتُ موْسمٌ للظما.
 
هذه البيد لاهثٌ بعدها ..
 
هذه واحاتٌ بدتْ لمَما ..
 
تلكَ بيد تنأى بنعل الوجَى ..
 
هذه واحاتٌ غدتْ حمما ..
 
تلكَ بيد عفىَّ عليها الونى ..
 
هذه واحة رأتْ حلمًا عابرًا
 
ذاته إلى ذاتِه
 
والمرايا مُهتاجة سُلما
 
هذه تلكَ أمْ هذاءٌ بَرى
 
وانبَرى أمْ أبي ذرا مُبهما
 
في العباراتِ ثمَّ لملمه وكأنيِّ أنا إذا لملمَ،
 
أمْ هَباءُ المعْنى تأوله خطبة البحْر
 
فانجلى عَلما، أمْ غوَى طارقٌ وخارطة فهوى
 
بارقٌ إلى حيثما
 
شذراتٌ منَ الرواق هنا بعثرتها يد الأسى كلما ..
 
كلما أحْدقَ المُريبُ ببابٍ وألقى، بمدخل،
 
أسهما ضمّت الباب واختفت بددًا مُستحيلا
 
وأشرفتْ طلسما منْ أقاصي الدخول مثلَ الرؤى،
 
ثمَّ طافته أشهرًا حُرما، واكتفتْ، بالشذى،
 
مجامرُها لغة يعْرى وردها شبما ؟
 
لكأنيِّ أنا بأعْتابها أقرعُ البابَ حينما سلما ..
 
لكأنيِّ أنا بأعْتابها أقرعُ البابَ حينما سلما ..
© 2024 - موقع الشعر