أرجوان لشط العرب - محمود محمد الشلبي

سرب من الشهداء يصعد
 
من فضاء الحلم ،
 
ينثر أرجوان فؤاده ،
 
ما بين دجلة والفرات .
 
رف من الأطفال ينسج من رصاص اليوم
 
أغنية
 
وبيني من شظايا الحرب مدرسة ،
 
ويهدي الأمهات .
 
قلباً .. وقنبلة ... وبعض الأمنيات .
 
***
 
يا أيها البطل العراقي المعظم
 
في الوقائع .. والمواجع
 
في نشيد النار .. والأزهار ..
 
في رجع الجهات .
 
هذا الصهيل المستفيض
 
إلى الشطوط النائيات .
 
هذا الثبات
 
كف ترش على مدى عبق الحياة
 
يا أيها البطل العراقي الممجد .. والمخلد
 
في الحياة وفي الممات ...
 
ها صوت إيقاع العروبة في العراق .
 
ها نحن نشهد كيف ينتفض العراق ،
 
وكيف يبتسم العراق
 
وكيف ينتصر العراق
 
***
 
بغداد صبح للنشيد ،
 
وديمة تهمي على صرح الشهيد .
 
بغداد أول ما نرى من كوكب الطلقات ،
 
آخر ما نرى من كوكب الشرفات
 
في يوم سعيد .
 
بغداد .. يا بغداد
 
أنت حنين من عشقوا الحياة على الظبات ،
 
وحطموا غُلَّ القيود .
 
بغداد ... يا بغداد
 
أنت الفجر يركض في دجى الأيام ،
 
يوقظ من سبات الليل ،
 
من ناموا على خضر الوعود .
 
بغداد حياك الحيا ...
 
أظلك المجد التليد .
 
بغداد جئتك حاملاً قلبي على كفي ...
 
وملء جوانحي الوله العميد
 
بغداد كل قذيفة تهوي عليك ،
 
شهادة ... وقلادة ..
 
يا حبنا المخضوب
 
بالدم والقصيد.
 
بغداد يا بستان عزتنا
 
وحربتنا على كتف الرجال الصيد ،
 
في اليوم الشديد .
 
بغداد جئتك والحمى العربي
 
يفتتح النشيد .
 
هذا الصهيل
 
يدق سمع الكون ،
 
في نغم فريد .
 
فتقدمي .. هي خطوة أخرى
 
وينكسر الحديد
 
هي خطوة أخرى
 
ويأتلق المدى بالعرس .
 
والنصر الأكيد .
 
***
 
ولذا أجيتك حاملاً ناري ،
 
وموزعاً في الناس أشعاري .
 
ولذا أجيئك حاملاً حتفي .
 
ومعلقاً موتي على كتفي .
 
ولذا أجيئك وفق ما قد قيل .
 
وأنا المقاتل يا حبيبة والقتيل .
 
***
 
في كل يوم بيننا مطر وبارقة
 
فشدى شالك الدموي
 
حول معاصم الأبطال
 
و انطلقي صهيلاً في البراري
 
صغنا لرشاش على كتف المقاتل
 
كل ( حنون1 ) الحقول ،
 
وزهرة الرمان ..
 
فانسكبي على كل الجهات دماً ..
 
وعطراُ ...لانتصار .
 
وتوزعي ورداً .. عنادل ،
 
أغنيات من شرار .
 
هذا دمي يسعى إليك
 
مع انتداد الخيط في غبش الصباح
 
ويفتديني من إساري
 
ولذا نطير إليك في أغلى وطن .
 
ولذا نفر إليك في ثوب الحياة
 
نوزع المهج السخية للبلاد ،
 
بلا ثمن .
 
ويفيق طي جذوعك الخضراء
 
لون دم الشهيد يجيء في أبهى فنن .
 
***
 
أطلقت نافذة لعصفور الجنوب ،
 
وبلبل القدس العتيقة ،
 
كي يعودا للغنا .. والشدو ،
 
في شجر الضلوع .
 
ومددت نهر دم يسيل من العراق
 
على ثرى زيتونة في " طولكرم "
 
وفي " جنين " ..
 
فوزعي دما على عشب الربيع
 
***
 
في كل ثانية قذيفة
 
والبصرة الشماء
 
ترفع رأسها للبحر سيدة شريفة
 
نهران من لهب
 
ونهر من دم ..
 
تجري ..
 
وأغنية عنيفة .
 
والنخل أجنحة العراق ،
 
مظلة العشاق ،
 
مروحة يغازلها دخان منازل الشرفاء ،
 
في الآفاق ..
 
والشهداء ما فتئوا يرشون المدى ...
 
بدمائهم ...
 
ويلونون الحرف في ورق الصحيفة .
 
والبصرة الشماء تنشد :
 
ها هنا البصري أقوى ما يكون
 
ونخله أعلى ..
 
وغضبته مخيفة .
© 2024 - موقع الشعر