وجدانيات مكانية - محمود محمد الشلبي

في البرية،
 
تزدان شجيرات الشيح
 
بحلم الصحراء.
 
يتقاطر من واحات النخل
 
حداء العشاق
 
وتعبر غزلان
 
فلاة الروح
 
خيال الشعراء
 
يتطاير سرب الحجل العطشان
 
ويهبط...من غيم..
 
بني الريش
 
على حزن...
 
صوب غدير الماء.
 
في الغور..
 
نداء البيارات،
 
يلم صبايا الدار
 
على مائدة الغلة
 
في ظل الأنداء.
 
تتآخى السمرة... والقيظ
 
ودراجات الفتية
 
عبر طريق النزهة..
 
في شتى الأنحاء.
 
ويلوح بوادي اليابس
 
قمر غشيت خداه الحمرة
 
فارتاح من التسيار،
 
على عشب قناة الغور الشرقية
 
وهو يبث الأضواء
 
في الريف غناء صبايا
 
فرح تحمله الريح...
 
لإيقاظ البيدر...
 
في بال الفلاحين البسطاء
 
ألوان تتمازج في السهل
 
أغاريد الفجر،
 
تمد حبال الصوت، إلى عرس القرية..
 
ذات مساء
 
ناداني طقس.. ومكان.. وزمان
 
ولعٌ بات يرج المجداف
 
على ضفة ذاكرتي
 
لليرموك...
 
ويحملني للبط الشتوي
 
وللأسماك.
 
وربى الباقورة
 
تزهو بالفتية
 
إذ ينتشرون عليها
 
بسرور تحمله
 
أصداء طفولتهم..
 
للطرقات المحفوفة (بالخروع) والأشواك.
 
لم يبق لنا بين الأوراق،
 
سوى قلب واحد.
 
وبقايا صور..
 
ترفل بالنسيان
© 2024 - موقع الشعر