لوحتان لمشهد واحد - محمود محمد الشلبي

(1)
 
بياض لأيامنا
 
 
 
لأيامنا يسقط الثلج ،
 
هل صدفة ...
 
أن يجئ إلى الأرض ،
 
هذا البياض الحنون ؟!
 
دنا ناثرا قلبه ،
 
مثل ريش النوارس ،
 
في المرج ،
 
أو كالثريات ،
 
علق أهدابه في الغصون .
 
فأيّ اللغات ،
 
سترقى إلى حلمه
 
حين يترك في العشب ،
 
دمع الجفون ؟!!
 
ويمتد في مهجة الأرض ،
 
حتى الربيع الذي لم يكن ،
 
في دمانا ... يكون
 
· * *
 
لأيامنا يسقط الثلج
 
ما أحوج العمر للون !!
 
ما أحوج العمر للون !!
 
هذا الذي نصطفيه
 
من الثلج ،
 
كي نقطف الزهر
 
عبر السنين .
 
إربد / ثلج عام 1992
 
 
 
(2)
 
ثلج 92
 
 
 
فضاء من الياسمين اللعوب ،
 
فراش يدثر وجه المنازل ،
 
طفل يداعب أحلامه
 
في الدروب .
 
هنا شجر ....
 
مثقل بالشموع الشفيفة ،
 
ظلت تقبلها الريح ،
 
حتى تذوب .
 
وعصفورة الثلج ،
 
تقفز فوق الغصون ،
 
تحط على المرج ،
 
باحثة عن طعام قريب .
 
أناس على شرفات البيوت ،
 
وفي طرقات المدينة ،
 
في الحافلات ،
 
سطور من الذكريات البعيدة
 
في صفحات الأديب .
 
وفيروز تزرع إيقاعها ،
 
دافئا في القلوب .
 
هو الثلج في صوتها
 
موسم الخصب ،
 
أو شمعدان الحبيب .
 
هو الثلج هذا الصفاء
 
الذي أشعل الأرض
 
حتى المشيب .
 
وهذي بلادي انتشت .......
 
من بكاء السماء ،
 
وبشرت الروض بالعندليب .
© 2024 - موقع الشعر