هواجس على الشاطئ الليلي - محمود محمد الشلبي

مرسوم وجهك سيدة العشق ,
 
على أشرعة النيل .
 
مرسوم فوق نجوم الليل , وموج البحر ,
 
وضوء القنديل .
 
ينتقل طيراً أخضر ,
 
فوق سفوح الأهرامات ,
 
وفوق جسور النيل .
 
أقرأ في عينيك فصول العشق ,
 
وأبحر من غير دليل .
 
هيا أنطلقي عبر سكون الليل ,
 
تعالي نتشاكى ...
 
ندفن حزن الماضي في ألق البحر ,
 
ونهبط كالنورس في بستان نخيل .
 
أجلس وحدي ذات مساء
 
تأتيني عيناك الرائعتان ,
 
كقرصين من العسل الصافي , ذات مساء ...
 
أتحاور مع ما حولي من أشياء
 
يدعوني السمك ,
 
الساهر في النيل ,
 
ويخطفني الماء .
 
أنت حياتي ...
 
حين يضيع العمر على أعتاب مدينتنا ...
 
أنت سؤالي ...
 
وجوابي ...
 
حين أصير غريباً ...
 
كالسيف بأرض كناتننا .
 
أنت السفر المورق حزناً ودموعاً ...
 
في طيات حقائبنا .
 
أحفظك الآن نشيداً عربياً في صدري .
 
انثرك الآن رذاذاَ شعرياً ...
 
فوق الساحل ,
 
ودعاً يزهر في سفري .
 
آه ... ما أعذب موتي في أعطافك ! ..
 
حين أضيع ..
 
كساقية ...
 
في خلد البحر .
 
ما بين الموجة والشاطئ ...
 
أستلقي ..
 
أكتب حلمي
 
ما بين الرمل الصامت والأصداف ,
 
أمد خيوطي ...
 
أوقظ نومي ..
 
ما بين اللهب النازف من مصباح البحر ,
 
و خلخلة الجزر ,
 
يهز القمر السابح في النيل ضفيرته ,
 
يتفتت عظمي .
 
هذا ليل يعرفني فيه الغرباء .
 
يأتيني قربان النيل ,
 
فأعقد حفلاً صيفياً ,
 
يشهده طير الليل ,
 
وتهتز له خاصرة الماء .
 
هذا ليل أبكي فيه بلا دمع ,
 
أتالم فيه بلا رجع ,
 
انهض عند نزح الرواد عن الشط .
 
وانسى ذاكراتي ...
 
فوق الطاولة الخرساء .
 
لا طعم هنا للأشياء , بدونك يا سيدة العشق ,
 
ويا سيدة الآمال .
 
قررت بأن الغي فرح الليلة ,
 
أن اخرج من منتزه هذا الساحل ,
 
أحلم كالأطفال .
 
أن أجمع من ذاكرة النيل نزيف الأجيال .
 
أن أنظم من أزهار " اللوتس "
 
عقداً أزلياً ..
 
أودعه صدرك ...
 
يا أجمل موال ...!!!
© 2024 - موقع الشعر