من دمهم تبدأ المرحلة - محمود محمد الشلبي

من أين تبتدئ القصيدة ...
 
أيها الوطن المكفن بالشعارات السعيدة ؟!
 
من أين يبتدئ النزيف ...
 
أو النشيد ...
 
وكل عرق ...
 
كل صوت ...
 
ضج في حبر الجريدة ؟!
 
من أين يبتدئ الحوار ؟!
 
- من الرغيف ؟!
 
- من الخريف ؟!
 
- من التواريخ المجيدة ؟!
 
- وبأي جارحة أجيئك ...
 
- والجراح على الجراح ...
 
تزيد من وجع القصيدة ؟!
 
الأرض تصعد في سلالمها ...
 
الى الغيم الرمادي ...
 
والناس يرتجلون أغنية ...
 
فيغضي من مهابتها الردى ...
 
ويسوقها دمهم الى قمر الفؤاد ...
 
والبحر يمتشق النداء ...
 
فتدخل الأمواج مرحلة ...
 
وتشتعل الأيادي ...
 
 
 
- هل جاء من أقصى المدينة ...
 
شاهد يسعى ...؟!
 
* نعم !
 
- ما قال ؟!
 
* أطفال تعلقهم حجارتهم ...
 
على شجر البلاد .
 
* دمهم يرشحهم لمرحلة الجهاد ...
 
* أجسادهم شجر تناثر في شرايين البلاد .
 
- هل مدت الحارات أضلعها لهم ؟!
 
* كانت طريقاً للذين تيمموا بالفجر ..
 
وانتعلوا الأعادي .
 
هم وحدهم ...
 
معهم عصافير الندى ...
 
الشمس تركض في معاطفهم ...
 
وتعشقهم سواحل .
 
هم وحدهم ...
 
معهم ينابيع الحقول ...
 
مدى الخيول , ....
 
أكفهم , ...
 
غضب السيول , ....
 
القبرات الصادحات على السلاسل .
 
هم وحدهم ...
 
معهم حناجرهم ...
 
خناجرهم ...
 
فضاء أرجواني ...
 
تكسر في قصائدهم .
 
الأرض تنهض كي تقر , ...
 
الصامدون يجربون الموت ,....
 
كي تبقى بأيدينا المشاعل ...
 
لا تجمعوا أسماءهم ...
 
ليسوا ليوم ينتهي ...
 
ليسوا لحادثة تموت .
 
زمن أكيد يحتويهم ..
 
وطن فريد يشتهيهم ...
 
شجر جنوني ...
 
على باب السما ...
 
يخضر فيهم .
© 2024 - موقع الشعر