بم التعلل ..؟ - محمود محمد الشلبي

حالة عشق : أحبك ، أرخت في دفتر العشق ،
 
بدء المراسيم ،
 
شكل التقاسيم ،
 
للحب ، للموت ، للغربة الماحلة
 
أحبك ... آه لماذا أحبك ،
 
والبحر يمتد بيني و بينك ،
 
والرمل .. والنخل ..
 
والعسكر – النمل تمتد بيني وبينك ..
 
أسلحة قاتلة
 
أحبك يساقط الريش منك ،
 
فأدنو إليك ، تنوئين ،
 
تمتد مني اليدان ... تضيعين ،
 
فأصرخ ... أصرخ ...
 
أين المفر ..
 
أضيع ... فتأخذني الموجة الراجفة .
 
وتبقى البحار .. وتبقى السواحل ...
 
تبقى النوارس .
 
تبقى الغيوم المسجاة في وجنة الأفق ،
 
تبقى الحدود .. وتبقى البساتين ...
 
أشرعة واقفة .
 
وهذي الهموم التي شردتنا .
 
وهذي الهموم التي وحدتنا .
 
وهذي الجسور ، وهذي الدروب – المخاطر
 
هذي المقابر ،
 
تمتد بيني ... وبينك ،
 
مقصلة نازفة .
 
هو العمر يرحل منا ..
 
سراباً من الوهم ..
 
خوفاً
 
يفر كما الطير من قبضة الطفل ،
 
ظلاً يصير ...
 
وأغنية آسفة .
 
هو العمر ...
 
هذا الخريف الذي جردته السنون ،
 
اخضرار الوريقات ،
 
يأخذنا للبعيد .. البعيد .
 
كما الموج يحتضن الراحلين .
 
ويزرعنا في القرار .
 
فأين أحبك ... أين أضمك ..
 
أين أمد إليك الشراع ... الجناح ،
 
الفؤاد .
 
وكل الأماكن صالحة للفرار .
 
وكل الأماكن دوامة أو مدار .
 
وكل الأماكن مرصودة يا حبيبة .
 
وكل الأماكن صارت مزار .
 
وكل المواطن مدجنة .. أو مصيبة .
 
فأين اعلق أقراطك الرائعات ،
 
واعقد عرسي ؟
 
وأقرأ في ناظريك ... نهاري .. وأمسي ؟
 
وأين أمارس عشقي .. وموتي ؟
 
وأسمع نبضي ... وصوتي ؟
 
وأين أحبك .. أين أضمك ...
 
ضاعت مواطننا يا حبيبة .
 
 
 
تساؤل : لماذا الشجيرات ترحل ...
 
تاركة للتراب شرايينها .. والدموع .
 
وصوت على ساحل القلب ،
 
يعلن : أن الرحيل من الأرض للأرض ،
 
بوابة ... أو رجوع .
 
وأن التي تحضن الزنبق ، الطير،
 
دمع الصغار ، قوافلهم ... لن تجوع .
 
وان التي تعرف النهر والبحر ،
 
والخصب والمحل ،
 
والغيم والصيف ،
 
والموت والحب ،
 
والزعتر المر ، في عمرها ، لن تجوع .
 
هنا تستريح المدائن ،
 
ترفع راياتها من خيوط الدماء السخينة .
 
هنا تعقد الأرض أقواسها ..
 
من ضلوع العصافير ،
 
من عوسج السهل ،
 
من لبن الطير ، من زغب الطير ،
 
من حلم في ضمير المدينة .
 
هنا قد نؤرخ عمرا على كفة الريح ،
 
ننسج موالنا من نداء الجريح ،
 
ونحفظ عمره .
 
ونعلن : أن قد تجوع على الأرض حرة .
 
وبالثدي .. بالثدي .
 
لن تأكل – الدهر - حرة
© 2024 - موقع الشعر